ما زالت مدينة مراكش تعيش على وقع الغبار والتراب وآثار الهدم، في مشهد يختزل ثقل ما تبقى من كارثة زلزال الحوز. في قلب المدينة العتيقة، بحي سيدي سوسان – درب العرصة قرب مؤسسة لالة عودة السعدية، تختنق الأزقة بسحب الغبار وتكدس بقايا الردم، لتتحول الحياة اليومية إلى معاناة مفتوحة.
الأطفال يعانون من ضيق التنفس والحساسية، فيما الأمهات يجدن أنفسهن في معركة دائمة مع التنظيف، في غياب شبه تام للفضاءات العمومية والترفيهية التي تتيح متنفساً للأسرة. أما الآباء، فمثقلون بمصاريف لا تنتهي: من تنظيف البيوت إلى اقتناء الأدوية والمكملات الغذائية الضرورية لمواجهة التداعيات الصحية والبيئية.
ورغم مرور أشهر على الزلزال، تبقى الحلول غائبة. السلطات تكتفي بالخطابات العامة والزيارات البروتوكولية، بينما الواقع يزداد سوءاً. مراكش، المفترض أن تكون وجهة سياحية عالمية، صارت مدينة تختنق بفوضى عمرانية وضعف بنيوي، وسط صمت رسمي يثير غضب الساكنة.
أهالي المدينة، الذين هرموا في انتظار الفرج، يتساءلون: من يتحمل المسؤولية؟ وأين هي خطط إعادة التهيئة وإنقاذ ما تبقى من وجه مراكش الحضاري وحق ساكنتها في بيئة سليمة وحياة كريمة؟