شهد دوار “دار العبد” بجماعة رحالة، التابعة لدائرة امتوكة بإقليم شيشاوة، حادثاً مأساوياً بعدما أقدم شاب يبلغ من العمر 32 سنة على وضع حد لحياته شنقاً داخل منزل أسرته.
المصالح الأمنية والسلطات المحلية حلت على وجه السرعة بعين المكان فور علمها بالحادث، وقامت بمعاينات أولية، قبل أن يُنقل جثمان الهالك إلى مستودع الأموات بمراكش من أجل التشريح الطبي، في إطار تعليمات النيابة العامة التي فتحت تحقيقاً دقيقاً لتحديد أسباب الانتحار.
ورغم أن المعطيات الأولية لم تُكشف عن وجود رسالة أو مؤشر واضح على دوافع الشاب، فإن الواقعة تفتح مجدداً النقاش المؤلم حول تزايد حالات الانتحار في العالم القروي، خاصة في صفوف الشباب الذين يفتقدون للأفق التنموي وفرص العيش الكريم.
منطقة جماعة رحالة، على غرار العديد من الجماعات القروية التابعة لإقليم شيشاوة، تعاني من هشاشة تنموية مزمنة وغياب فرص الشغل، ما يدفع العديد من الشباب إلى العزلة أو الهجرة القسرية نحو المدن، فيما يختار البعض الآخر، للأسف، وضع حد لحياته.
الانتحار ليس مجرد فعل فردي، بل صرخة في وجه التهميش، وناتج عن منظومة تنموية معطوبة، لا توفّر التأطير النفسي ولا الإدماج الاجتماعي للفئات الهشة.
ما وقع في “دار العبد” يجب ألا يُسجل كحادث عرضي، بل كإنذار صريح للمسؤولين، لإعادة النظر في خارطة الأولويات التنموية بالمجالات المهمشة.