تشهد عدد من المدن والأحياء المغربية خلال الأيام الأخيرة اجتياحاً مقلقاً لما يعرف محلياً بـ”سراق الزيت”، أو الصراصير السوداء، في مشهد أعاد إلى الواجهة الجدل حول فعالية حملات التطهير، ونجاعة تدخلات المجالس الجماعية وشركات المبيدات.
المواطنون عبّروا عن استيائهم من الانتشار الكثيف لهذه الحشرات التي باتت تقتحم المنازل ليلاً، وتنتشر في الأزقة، ما أثار مخاوف من مخاطر صحية جدية، خاصة على الأطفال وذوي المناعة الضعيفة.
ورغم أن هذه الظاهرة موسمية وترتبط غالباً بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، إلا أن حجم الانتشار هذه السنة كان لافتاً، ورافقه غياب شبه تام لأي تدخل وقائي أو استباقي من طرف المصالح الجماعية المختصة أو شركات التدبير المفوض، خصوصاً في الأحياء الشعبية والهامشية.
في المقابل، تُوجه أصابع الاتهام أيضاً إلى بعض شركات المبيدات، حيث يشكك المواطنون في فعالية المواد المستعملة ومدى مطابقتها للمعايير.
وسط هذا الوضع، تزداد المطالب بتدخل عاجل ومنسق بين السلطات المحلية والمجالس المنتخبة والمصالح البيئية، لتطويق الخطر الصحي المحتمل، وتفادي تحوله إلى بؤر عدوى في سياق تعرف فيه البلاد تحديات صحية متعددة.