شهدت جلسة الأسئلة الشفوية ليوم الإثنين 30 يونيو انتقادات شديدة لوزير التربية الوطنية محمد برادة، بسبب ما وُصف بـ”تعامله السطحي” مع ملف الباكالوريا، إذ اكتفى بتعداد نسب النجاح ومظاهر الرقمنة، متجاهلاً عمق اختلالات المنظومة التعليمية.
البرلمانيون شددوا على أن الشهادة ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة للولوج المنصف للتعليم العالي، محذرين من غياب التوجيه السليم، والفوارق الجهوية الصارخة التي تخفيها المعدلات الوطنية. نسب النجاح بلغت 73% في الرباط والدار البيضاء، لكنها لم تتجاوز 60% بجهة درعة تافيلالت، ما يطرح سؤال الإنصاف المجالي.
الوزير وقع في أخطاء محرجة، منها ترجمة مغلوطة لميزة “جيد جدًا”، وأطلق وعودًا غير واقعية حول نتائج برنامج الدعم المدرسي، رغم أن مناطق نائية ما زالت محرومة من الحد الأدنى للبنية التربوية.
الأخطر، وفق مداخلات النواب، أن الوزير تجاهل التحديات الحقيقية لما بعد الباك، كالاكتظاظ بالجامعات والهدر الجامعي، الذي يتجاوز 50%، في غياب التوجيه والمواكبة الفعالة.
النقاش البرلماني عرى محدودية رؤية الوزارة، التي تروّج لإنجازات شكلية، بينما يعاني الميدان من أعطاب هيكلية تتطلب حلولًا عميقة وعدالة مجالية حقيقية.