آخر الأخبار

الاتحاد الإفريقي و لعب الجزائر

صدور بلاغ اجتماع مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي، الذي تراسه الرئيس الكيني اوهورو كنياتا، بعد مرور مدة غير قصيرة على انعقاده و تضمنه لمواقف معادية للمغرب ووحدته الترابية ومكرسة لما كان سائدا في غياب المغرب عن المنظمة الافريقية، يبين ان النظام الجزائري بصدد اعادة استجماع قواه الهجومية ونسج تحالفات ضد بلدنا الذي يعتبره عدوا كلا سيكيا حسب تعبير الحاكم العام الجنيرال شنقريحة. وكان ذلك بينا عندما دفع بالرئيس تبون ليمارس مالديه من قوة ضغط، مستفيدا من الايام الاخيرة على راس مجلس السلم والامن لممثل النظام الجزائري الشركي و التحرك المتكرر لوزير الخارجية بوقادوم للاستغاثة بجنوب افريقيا وافلاكها، و كان بينا من خطاب عصابة الرابوني، الذي يستعمل لهجة متحايلة تبتغي، ان تاتى ذلك، جر الاتحاد الافريقي الى معركة مفتوحة مع المغرب واسقاط قرار القمة الافريقية بنواكشوط التي كرست تولي الامم المتحدة للنزاع.
لست على علم بالاسباب التي جعلت المغرب يغيب عن اجتماع مجلس السلم والامن، فلربما كانت لدى الدولة المغربية معلومات حول المناورات التي كان يحضرها الخصوم ويعمل عليها ممثلهم على راس المجلس في ايامه الاخيرة، هذا احتمال، ورات فائدة في الغياب بدلا من الحضور، لكن السؤال الذي يبقى مطروحا لماذا لم يتم العمل على ان لا يخرج بلاغ الرئاسة الكينية وكانه كتب في وزارة الخارجية الجزائرية، بعدما تم تاخير صدوره بالعمد فيما يبدو، وهل تحالفات المغرب في الاتحاد الافريقي اضعف من ان تحول دون صدوره بالشكل الذي صدر به او من ان تدفع الى سحبه.
وهناك ايضا سؤال يطرح نفسه حول تمثيلية المغرب لدى الاتحاد الافريقي التي يجب ان تكون قادرة على مواجهة خبث ومناورات اعداء وحدتنا الترابية بما يلزم من الذكاء والصرامة والاستباق، وذلك بتكامل مع استمرار الديبلوماسية الهجومية الذكية والدائمة الحضور في كل الواجهات للتصرف في الوقت المناسب وممارسة الضغط عندما يكون ذلك ضروريا وعدم الارتكان الى الارتياح الذاتي، فالبين ان النظام الجزائري لن يدخر جهدا لالحاق الادى بالمغرب كلما تاتى له ذلك، و يجب ا لعمل على افشال كل جهوده بالاستباق والحضور واتخاذ المبادرة والعمل على تعبئة حلفاء المغرب وتشجيعهم على اتخاذ مواقف صريحة وواضحة بطرق الاقناع والحوار.

محمد نجيب كومينة