آخر الأخبار

معاناة ساكنة حي يوسف بن تاشفين

افاد بيان صحفي – توصلت ” مراكش اليوم ” بنسخة منه ، أنه في وقت ما تزال فيه ساكنة حي يوسف بن تاشفين بجليز – مراكش تنتظر وفاء الجهات الرسمية بعهودها الموثقة في المذكرة الملكية السامية التي تنص بوضوح على تفويت المساكن لساكنيها تكريماً لتضحياتهم، وكذا في محضر التزام رسمي وقّعت عليه السلطة المحلية والعسكرية يؤكد اعتماد خيار إعادة الهيكلة في عين المكان وعدم الترحيل، نتفاجأ اليوم بمحاولات مريبة تهدف إلى تهجير الساكنة قسراً إلى منطقة العزوزية بضواحي مراكش.

الأخطر في الأمر، أن وكالة المساكن والتجهيزات العسكرية التي كانت المالكة الأصلية للوعاء العقاري تنصلت من وعودها وتخلت عن مسؤوليتها، بعدما فوتت العقار إلى صندوق الإيداع والتدبير، تاركة وراءها آلاف الأسر من قدماء المحاربين، قدماء العسكريين، المقاومين، أعضاء جيش التحرير، أرامل الشهداء وأبنائهم، يواجهون مصيراً غامضاً يتنافى مع التعليمات الملكية السامية.

إننا نسجل بقلق بالغ أن المجلس الجماعي لمراكش يسابق الزمن لإدراج هذه الأرض ضمن تصميم التهيئة الجديد، وتحويلها إلى فنادق وعمارات فاخرة، وكأن الساكنة قد تم ترحيلها بالفعل، متجاهلاً أن الملف مازال قائماً وأن الساكنة تتمسك بحقها المشروع في البقاء بمساكنها التي استقرت بها لعقود طويلة.

كما نؤكد أن والي جهة مراكش آسفي، بصفته المسؤول الأول عن تدبير المدينة، ومعه قائد الحامية العسكرية، سبق لهما أن التزما أمام الساكنة بشكل واضح وصريح بخيار إعادة الهيكلة في عين المكان، وهو ما يجعل أي محاولة للترحيل القسري تضرب في العمق مبدأ الثقة في المؤسسات وتزرع الاحتقان الاجتماعي وسط مئات الأسر.

وعليه، فإننا:

1. نطالب بــ تدخل فوري ومستعجل من وزارة الداخلية لوقف هذا العبث وإلغاء أي محاولة لإدماج هذه الأرض ضمن تصميم التهيئة الجديد.
2. نؤكد أن أي خطوة في اتجاه الترحيل القسري إلى منطقة العزوزية هي خرق صارخ للمذكرة الملكية ولمحضر إعادة الهيكلة، وتتناقض مع أبسط مبادئ دولة الحق والقانون.
3. نحمل المجلس الجماعي لمراكش، ووكالة المساكن والتجهيزات العسكرية، وصندوق الإيداع والتدبير كامل المسؤولية التاريخية والقانونية والأخلاقية عن أي احتقان اجتماعي قد ينتج عن هذا التلاعب بمصير الأسر.
4. ندعو الرأي العام، والهيئات الحقوقية، والإعلام الحر، إلى مؤازرة ساكنة حي يوسف بن تاشفين في معركتهم المشروعة من أجل الكرامة والحق في السكن.
إن ساكنة حي يوسف بن تاشفين تؤكد اليوم أنها ليست مجرد رقم في معادلات عقارية، بل هي جزء أصيل من تاريخ المغرب الحافل بالتضحيات، ولن تقبل أن يتم تهجيرها قسراً أو أن تُستغل أرضها في صفقات مشبوهة تخالف التزامات الدولة وتعليمات جلالة الملك نصره الله.