آخر الأخبار

روائع فن الملحون : خدلج

سعيد عفلفل

كلمة “خدلََّج” في الملحون
وردت كلمة “خدلج” في قصائد كثيرة خصوصا قصائد العشاقي. وقد ارتبطت هذه الكلمة بوصف أقدام المرأة. وصف شاعر الملحون محاسن المرأة وصفا حسيا ماديا بدقة متناهية من أعلى شعر رأسها إلى اخمص قدميها مستعملا صورا شعرية و استعارات غاية في الروعة و الإتقان. ما يهمنا هنا هو كلمة “خدلج ” التي وظفت في وصف أقدام المرأة. ونسوق هنا بعض الأبيات من قصائد العشاقي وردت فيها كلمة خدلج. يقول ولد ارزين في قصيدة حجوبة:
” والاقدام خدلج وطرى صبيغة اليرنا كالعناب** ما حجّبهم في حجاب قايم عرابي ** آش شافوا من لا شافوا مكسّر التوبة.”
وفي قصيدة الزطمة، يقول الشيخ الجيلالي امتيرد :
“والمُه واعمل شلا نصيف * واتاتُه سرة طاسة الذهب * والردف المالي ينتقل و فخاد عسارى وساق مدغوج كما البلار والاقدام خدلج. ”
و يقول السي التهامي المدغري في قصيدة سال عودي :
” ساق شابل من سعدي ** والاقدام خدلج وْ إلا تزور يبرى لمنگد.”
وفي قصيدة حبيبة، يقول الحاج أحمد الغرابلي :
” و الاقدام خدلج لترابي ** بحلول العز و الحلي و سوار فتهذيبة ** ما درجت فحجوب. ”
هذه نماذج من أبيات ذكرت فيها كلمة “خدلج”. فما معنى هذه الكلمة يا ترى؟
في كل المعاجم و القواميس تفيد كلمة” خدلج “: الممتلئ الذراعين و الساقين (ويستوي فيه المذكر و المؤنث) و يقال هي خدلَّجة. و قد وردت كلمة خدلج و خدلَّجة في العديد من القصائد في الشعر العربي و أتت كلها في وصف الساق. و نورد هنا بعض الأمثلة.
يقول عنترة بن شداد :
” و ردف له ثقل و قدّ مهفهف ** و خدّ به ورد وساق خَدَلَّجُ.”
ويقول الشاعر وضاح اليمن:
” غزال أدعج العين ** ربيبُ خدلج ساقُه
ويقول عمر بن أبي ربيعة :
” كَلِفْتُ بها خدلجة خُريدا **منعمةً لها دَلُّ رَخيمُ. ”
و الأمثلة كثيرة من الشعر العربي.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا ارتبطت كلمة خدلج بوصف الأقدام في شعر الملحون وليس الساق أو الذراعين؟ هل كان في اعتقاد شاعر الملحون أن القدم هو امتداد طبيعي للساق؟ مع العلم أن للساق أوصافا أخرى في قصيدة الملحون. تارة يوصف الساق بسمكة الشابل وتارة بالمرمر وبالبلور تارة أخرى. ولم يوصف الساق بالخدلج. هذه بعض التساؤلات حول كلمة خدلج أرجو من الإخوة أن يشاركوا بآرائهم.