آخر الأخبار

اسطنبول الاعجوبة

إدريس بوطور 

تدوينة رائعة حبرت بلغة غنائية مقطرة كتبها كعادته أستاذنا الحاج إدريس بوطور أتقاسمها معكم صديقاتي وأصدقائي.
( وما استعصى على قوم منال ** إذا الإقدام كان لهم ركابا ) *************** استحضرت هذا البيت الشعري لأمير الشعراء احمد شوقي وأنا استمع مساء أمس إلى برنامج مسائية ميدي 1 والذي خصص فقرة للتحدث عن جسر السلطان سليم الأول (انظر الصورة المرفقة ) بمدينة اسطنبول التركية بمناسبة الذكرى الثانية لافتتاحه ، وهو من أهم إنجازات تركيا الحديثة على مستوى البنيات التحتية ، وأضخم مشروع تم تحقيقه بتركيا حتى الآن بين سنتي 2013 و 2016 ** من المعلوم أن مدينة اسطنبول تقع بين قارتين وعلى شطرين يفصل بينهما بحر مرمرة ، شطر بآسيا وشطر مقابل في أوروبا ، هذه الوضعية تطلبت منذ عقود بناء الجسور لتأمين التواصل بين شطريها . وهكذا بني سالفا جسران : جسر البوسفور وجسر السلطان محمد الفاتح ، ويأتي جسر السلطان سليم الأول الظاهر على الصورة في جنوب اسطنبول ثالث الجسور وأقواها متانة وصمودا وتحديا لمثبطات الزمن والبشر . وترجع تسميته إلى السلطان سليم الأول الذي عرفت في عهده الامبراطورية العثمانية توسعا عسكريا جغرافيا متميزا وصل إلى مصر وشمال إفريقيا ** تم بناء جسر السلطان سليم الأول على غرار جسر بروكلين في نيويورك ، ويبلغ طوله 2164 مترا بارتفاع 322 مترا حيث يسمح بمرور اضخم السفن التجارية وأعلاها ، يتكون الجسر في كل اتجاه من أربع ممرات للسيارات والعربات وخط للسكة الحديدية . تم الشروع في البناء في يونيو 2013 ، وتم الانتهاء منه وافتتاح الجسر يوم 26 غشت 2016 . زهاء ثلاث سنوات بليلها ونهارها من العمل الجاد الدائب الذي لم يعرف التوقف سوى بضعة أيام خلال وقوع إحدى العواصف البحرية والرعدية القوية شتاء 2015 ** وإذا قدمت لتدوينتي هذه ببيت أمير الشعراء أحمد شوقي فإني أقصد أن الإقدام ليس صفة يتطلبها وطيس المعارك والحروب العسكرية فقط ، بل أصبح من متطلبات التقدم والتطور في سائر القطاعات الإنتاجية والذي ينبني على الثقة في النفس والمصداقية والتحدي وحب الوطن ، وهذه هي المواصفات التي يحتاجها تطور الأمم وازدهار والشعوب