آخر الأخبار

الرجاء البيضاوي يستحق تسييرا احترافيا

نور الدين عقاني 

بعد ضياع لقب السوبر البارحة ببساطة ضد فريق الأهلي المصري الخائر القوى جراء مشاركة نصفه بكأس العرب الأخيرة، نستحضر ضياع ألقاب أخرى قديما و حديثا بفعل افتقار المكاتب المسيرة وقتها للحنكة و التبصر و الحكامة في تدبير الشأن الداخلي للبيت الرجاوي.

صار اسم الرجاء في كل أرجاء المعمور طاغيا جدا، يوازي بل و يفوق حتى أسماء أندية الأهلي و الترجي و الزمالك عربيا و أفريقيا، فجمهوره تجده في كل بقعة أرضية من العالم ، كما أن متابعيه ربما يفوق متابعي النخبة الوطنية داخليا و خارجيا.
و لا نريد الحديث هنا عن التاريخ والإنجازات و النجوم و لكن لا بد عن الحديث عن المسيرين الذين بيدهم الحل و العقد و الذين يديرون أمور الفريق بهواية واضحة منذ أكثر من عقدين من الزمن.
الأندية العملاقة في أوروبا و في أمريكا وصلت لمستوى عال في النظم التسييرية و في تثبيت هيكلة راقية تعتمد على الحكامة الدقيقة و على النزاهة و الشفافية في التشريع و التقرير و التنفيذ و يظهر علو كعبهم عند حدوث الطوارئ و الأزمات فتجد العقلاء يجتهدون في البحث عن الحلول الآنية و التخطيط للحلول البعدية كما أنهم يسارعون للتدبير المالي الذي هو أصل المشاكل بسرعة كبيرة للحفاظ على سمعة و اسم الفريق أو النادي.
و إذا عرجنا على قارتي آسيا و أفريقيا فنجد أن أندية اليابان برمتهم و أغلبية أندية الصف الأول في السعودية و الإمارات و قطر و جنوب أفريقيا و الكونغو تسير بطريقة احترافية مثالية و هو ما ينعكس على النتائج المحصل عليها في مختلف المسابقات التي يخوضونها كما أن ميزانيتهم تكون عالية بمختلف الموارد و العائدات و لو بدون التحصل على ألقاب.
و إذا رجعنا لخصم أمس الأهلي المصري فسنجده مرجعا كبيرا في التسيير و مثالا يحتذى به في التدبير و الإدارة و لعل أي زائر لصرح الأهلي العظيم و للمتطلع على أروقته سيشهد بكفاءة القائمين على شأنه الكروي.

أقول للمسيرين الحاليين للرجاء بأن بين أيديكم ناد كبير الإسم و له جمهور مترامي الاطراف، استثمروا فيه رياضيا و اجتماعيا و ماليا، لا تقدموا المال هو الأول بل قدموا استراتيجية عمل و خارطة طريق و رسم هيكلي بناء يسير وفقه الفريق لكي لا تتكرر الأزمات و لكي لا تضيع الإنجازات و تكثر الاخفاقات.
كما أهمس في أذن لاعبي أمس بأن يتوجهوا للتحصيل العلمي و للدراسة و هذا ليس عيبا لنيل الشهادات و الحصول على الكفاءات التي بها يستطيعون مضاهاة أسماء محمود الخطيب و مجدي عبد الغني و أحمد شوبير و جمال عبد الله و اسماعيل يوسف و طارق يحيى و صامويل إيتو و كالوشا بواليا و جورج وياه و سامي الجابر و رعد حمودي و حسين سعيد …..
أما و إن بقي الحال على ما هو عليه من الالتجاء للبحث عن المال السهل عن طريق الريع الرياضي و تسيير المقاهي و الاستثمار في التعمير أو الاختباء عند راديوهات مشبوهة للثرثرة غير المجدية فلا أمل في المستقبل.