آخر الأخبار

وفاة الفنانة المسرحية مالكة الخالدي

اسلمت الفنانة المراكشية مالكة الخالدي الروح لبارئها مساء الثلاثاء 23 نونبر الجاري، باحدى النصحات الطبية الخصوصية بمراكش ، اليوم الذي يصادف الذكرى السنوية الاولى لوفاة الفنان المبدع و الاستاذ احمد طليمات.

مالكة الخالدي التي عانت قيد حياتها كثيرا، شاءت الاقدار ان تعاني جثتها داخل المصحة التي اشترطت إداراتها تسديد تكاليف العملية الجراحية قبل الافىاح عنها لاحىاء مراسبم الفن، قبل ان يتدخل أحد المحسنين لتسديد د الفاتورة.

امان هذا المصاب الجلل، اتقدم باحر التعازي لزوجها مولاي عبد السلام و ابنائها و افراد اسرتها و الى الاخ مولاي احمد العادلي و انا اتذكر لقاء مع المئمولة بهفو الله رفقة زوجها و العادلي و المرحوم المختار الكنيدري، اللقاء الذي اسفر عن مقال نشر باحدى الجرائد اليومية تحت عنوان : “معاناة الفنانة الكوميدية مالكة الخالدي بمراكش” اعيد نشره كالتالي :

تدخل عبد السلام بيكرات والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، لتأدية فاتورة الكهرباء بمنزل الخالدي بدرب الساكية بمقاطعة سيدي يوسف بن علي، وبالتالي إعادة الإنارة إلى منزل الفنانة التي تقطن به رفقة زوجها مولاي عبد السلام وخمسة أبناء بالإضافة إلى طفلين قامت بتربيتهما بعد أن فقدا والديهما.

بنبرة حزينة شرعت الخالدي في استحضار مسارها الفني انطلاقا من جمعية ابراهيم أوجبير لمسرح الهواة موسم 1964- 1965 لمدة أربع سنوات، انتقلت بعدها سنة 1968 إلى فرقة الوفاء المراكشية رفقة عبد السلام الشرايبي، محمد بلقاس، عبد الجبار الوزير ومولاي عبد السلام الخالدي الذي ستتزوج به وتنجب معه خمسة أطفال، لا زالت الخالدي تتذكر مسرحية الحراز حيث لعبت دور عويشة أمام الملك الراحل الحسن الثاني بقاعة الكازينو، حيث كانت تملأ الخشبة حركة وحيوية قبل أن ينتهي بها المطاف على كرسي متحرك وهي تحضر حفل افتتاح المقهى الثقافي النجمة البيضاء بحي النجوم بمراكش مع رفيق العمر مولاي عبد السلام الخالدي الذي اشتعل رأسه ولحيته الكثيفة شيبا.
لم تتمالك الخالدي نفسها لتنهمر من عينيها دموع حارقة وهي تحكي وضعيتها المزرية دون أدنى التفاتة من المسؤولين عن الشؤون الثقافية ونقابة المسرح، تعاني المرض الذي أقعدها دون أن تجد من يمد لها يد المساعدة لتغطية تكاليف العلاج، المنزل الذي تقطن به مع أسرتها يعود لوالد الخالدي الذي يبلغ من العمر أزيد من مائة سنة طريح الفراش، تهدمت جدران المنزل وتحققت سقوفه، قبل أن يتهدد المرحاض لتعرضه الخالدي المعاقة بكرسي وسطل لقضاء حاجتها الطبيعية.
تقول الخالدي ” لقيت الخير فالبراني ما لقيته فأولاد البلاد ” حيث لم يستطع مولاي عبد السلام تأدية فواتير الكهرباء لتقوم الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بسحب العداد لمدة طويلة عاشت خلالها الأسرة في ظلام دامس ضاعف من محنتها، قبل أن يصل الخبر إلى باشا منطقة سيدي يوسف بن علي وبعده والي الجهة الذي تدخل شخصيا لتأدية الفاتورة واستعادة الأسرة المكلومة الإنارة بالمنزل الآيل للسقوط في كل لحظة وحين
واستغربت الخالدي لتنظيم إحدى الجمعيات لحفل تكريم لها رفقة عبد الجبار الويز بأحد فنادق مراكش، حضره العديد من الفنانين والمغنيين، واستبشرت الخالدي بهذه الالتفاتة رغم أن المنظمين عمدوا إلى وضعها رفقة نجل عبد الحبار بمرآب الخشبة لتتم المناداة عليها بعد انتهاء الحفل الفني لتسلم درعا، وحين ذكرت منظمي الحفل بحاجتها للعلاج الذي يتطلب مصاريف باهظة أخبروها أن مداخيل الحفل ومساهمة بعض المؤسسات الاقتصادية تم بها كراء القاعة وتأدية واجبات المغنيين الذين ساهموا في الحفل الفني .
رغم المرض لا زالت الخالدي تصر على الحضور في الرمح حيث طالبت الشادلي مولاي احمد والمختار الكنيدري بعمل مسرحي تؤدي خلاله دورها على المرسي المتحرك ة، في إشارة إلى أن الأعاقة لا ولن تمنعها من امتطاء الركح الذي قضت به أزيد من أربعين سنة، دون الحديث عن مشاركتها  في العديد من الأعمال التلفزية والسينمائية .