الكواكب و الملحون : بنات نعش

سعيد عفلفل

بنات نعش هي مجموعة من النجوم لم تذكر كثيرا في قصائد الملحون، أو على الأقل في القصائد التي بحوزتي. وجدت ذكرا لها في قصيدة الساقي للحاج إدريس بن علي. لذا أهيب بكل المهتمين و المولوعين بشعر الملحون إغناء هذا المنشور بأبيات من قصائد أخرى ذكرت فيها بنات نعش.
وبنات نعش مجموعة من سبعة نجوم مقسمة إلى مجموعتين : بنات نعش الكبرى وبنات نعش الصغرى. تنتمي بنات نعش الكبرى إلى كوكبة الدب الأكبر Ursa Major باللاتينية تمييزا لها عن بنات نعش الصغرى Ursa Minor (كوكبة الدب الأصغر). وتسمية الدب هذه هي تسمية مستوحاة من الأسطورة الإغريقية. أما قصة بنات نعش عند العرب فتعود إلى رجل إسمه نعش قُتل على يد رجل إسمه سهيل ( النجم الذي تحدثنا عنه سلفا)، و كان لنعش سبع بنات حملن أربعة منهن نعشه وثلاثة مشين خلف النعش، وأقسمن على السير بنعش أبيهن حتى تأخذن ثأره. وقد اقنعهن سهيل بأنه ليس قاتل أبيهن بل القاتل هو الجُدَي ( نجم آخر). أما أسماء بنات نعش (النجوم) فهي كالآتي : القائد و المئزر و الإلية و المغرز و الفخذة و المراق و الدبة.
يقول الحاج إدريس بن علي في قصيدة الساقي :
” قال يا نا سيدي مْا احلى الشرب بين الفجر و بين الشروق *** و الجوزا مثل عذرا ** ليها خراص من فجرا ** غارت منها الزهرا ** و بنات نعش تتباهى** و كواكب الثريا ولاَّت مع الرفيق…….”
اما في الشعر العربي فقد ذكرت الكواكب و النجوم في عدة قصائد. و بخصوص بنات نعش نسوق بعض الأبيات من الشعر العربي للإستئناس.
يقول أبو الطيب المتنبئ:
” كأن بنات نعش في دجاها *** خرائد سافرات في حداد. ”
ويقول الشاعر الجاهلي النجدي بشر بن أبي حازم:
” أراقب في السماء بنات نعش **** و قد دارت كما عطف السوار.”