آخر الأخبار

تداعيات وفاة برنارد طابي في الاعلام المغربي

رد على الأخ الصحفي و الإعلامي يوسف شاني من راديو 2M

عقب مقالي أمس عن المقبور برنارد طابي أدرجت سيدي المحترم كتعليق علي بأن تمة مغالطات عدة وردت بين تناياه منها الافتراء عليه بشراءه لذمم بعض الصحفيين و الإعلاميين الفرنسيين ، كما أنك أشرت لكلمة السحت التي لا تناسب الرجل مرورا بشبهة حسدي له على إحقاقاته العظيمة.

أحب أن أوضح لك سيدي المحترم أن ثقافتي الكروية أساسا مبنية على كل ما هو فرنسي منذ مطلع التمانينات و ذلك بتتبع أخبار الدوري هناك و أخبار المنتخب الفرنسي الرائع إبانها عبر مطبوعات فرانس فوتبول و الأونز و مونديال و أنتير فوت و غول و فوتبول و بعدها فوت ماغازين و لو بيت…
كما أنني كنت أقتني و لا زلت بعض الموسوعات المناسباتية و المراجع الموسمية التي أجد فيها ضالتي دوما و أروي بها عطشي من المادة الأرشيفية المفتقدة عندنا للأسف.

قصة برنارد طابي ملخصة لدي في ثلاثة كتب قيمة من ألفه ليائه أنجزت بواسطة مؤلفين خبراء في الميدان.
الرجل و رغم إنجازاته المبهرة و ما قدمه للكرة الفرنسية من لحظات مضيئة فقد لطخ كل هذا المجد بعنترياته و صولاته التي لا تقاوم و التي جرت عليه حنق و حقد منافسيه من رؤساء الأندية العريقة الذين خططوا و دبروا و تواطؤوا عليه فأوقعوه بطريقة غير مباشرة في وحل المشاكل القضائية التي لم تنته حتى يومنا هذا و التي أودت به في الأخير لسكة الندامة و لطريق اللاعودة.
أنا لا أحسد الرجل على إنجازاته إطلاقا والتي وصفها أغلب المتتبعين بغير النظيفة و لا أكترث طبعا لهذه التهمة الموجهة إلي لسبب بسيط هو أنني كنت فترتها أشجع أولمبيك مرسيليا بقوة، أما عن نفيك لشراء ذمم الصحفيين فأنا مستعد لإعارتك العديد من المطبوعات التي فيها إجابات مستفيضة و دلائل شافية و وافية لحضرتك.
أما عن كلمة السحت فهي معممة على كل من ينهب و يسلب المال بطرق ملتوية مباشرة أو بشكل غير مباشر، في واضحة النهار أو تحت جنح الظلام، و هي كلمة تهم طابي و غيره و كل من يكسب مالا من سرقة أو نصب و احتيال أو اختلاس أو رشوة أو تحصيل أي رزق من تجارة في الممنوعات و المحرمات….
والسحت يفضي بصاحبه في النهاية إلى الهلاك و الدمار النفسي و الجسدي و ينتهي صاحبه بفقر مالي و علائقي في آخر مشوار حياته و لنا أمثلة صريحة و واضحة من خلال نجوم الرياضة و الفن و السياسة عربيا و عالميا عن كيف انتهى بهم المطاف و لا داعي للإستشهاد بأسماء بعينها.
أخي و صديقي يوسف الحديث في هكذا مواضيع هو ذو شجون و يلزمه حلقات و حلقات لنروي نهمنا منه و لنمتح منه الدروس و العبر لكن لا الحيز الزمني يتسع و لا الخاطر و المزاج يسمح.
فقط أذكرك بأنني مستعد لدحض كل افتراء و تفنيد كل ادعاء و بسط كل حقيقة تخص برنارد طابي فرنسا أو طابيات المغرب و العرب قديما و حديثا و بالدليل و البرهان و بالتفصيل الممل.
قبل أن أخثم هذا المقال اخترت الإجابة عليك بلغة الضاد، لغتنا الأم، لغة القرآن التي ستكون هي لسان الجميع يوم الحساب و ما بعده في الدارين المأوى و المثوى علما أن لي نصيب محترم في إجادة لغة موليير التي أمقتها و أمقت دولتها اللقيطة التي تفننت في استعمارنا في النصف الأول من القرن العشرين حيث عاتت في بلدنا الحر فسادا و أتت على الأخضر واليابس و أهلكت الحرث والنسل في المدن و الأرياف و لازالت تنتهك حرماتنا و تستبيح خيراتنا بكل تعجرف و نرجسية.

عربيتنا لغة السهل الممتنع و فرنسيتهم لغة التعقيد و اللافهم و هذا هو قولي الأخير و هذه هي قناعتي التي لا أحيد عنها.
عمت مساء و طابت ليلتك.