آخر الأخبار

اغتيال ارداة الناخبين… قتل الديمقراطية بمراكش

غريب ما حدث بالجماعة الترابية تسلطانت ضواحي مراكش، حيث فاز حزب الاستقلال بأربعة عشرة مقعدا و ترشح وكيل لائحته البرلماني عبد العزيز الدريوش، لرئاسة الجماعة بعد تنسيق مع بعض الأحزاب الحليفة.

وفي الوقت الذي كانت الساكنة تنتظر تولي الرئيس الجديد/ القديم المهمة تفاجئ بقرار حزب الاستقلال بسحب تزكية عبد العزيز الدريوش لهذه المهمة، لفائدة حزب لا يتوفر على الأغلبية و يطلب من الدريوش التصويت على المرشحة باسم حزب الجرار.

وهو القرار الذي اثار استغراب ساكنة تسلطانت التي وضعت ثقتها في عبد العزيز الدريوش وكانت تنتظر منه تولي مهمة الرئاسة.

وعلق فاعل جمعوي نشيط بالمنطقة بالقول : “هذا هو معنى دولة ليبرالية … يزكيك الحزب ، واترشح باسمو ، وتخسر فلوسك او وقتك ، وتصوت عليك الساكنة ، وتجيب أغلب المقاعد وتحمر لوجه للحزب .. وفي الاخير راك ما درتي والو حيث الحزب ماغاديش يعطيك انتا تزكية الترشح لرئاسة المجلس..كاينة شي حاجة خلات الحزب ديالك يسمح لحزب آخر باش يكون العضو ديالو اللي جاب غير مقعد او بضع مقاعد يكون فبلاصتك ومرشحا وحيدا وخاصك تصوت عليه بكل اعضائك والا الطرد ينتظركم جميعا …واش عرفتو شكون غادي يطردو ؟ سي القاضي الامين العام ..  ”

اغرب من ذلك أن حزب الاستقلال الذي بشر المسؤولون الجدد بمراكش بالقطع مع مسلكيات الماضي، و الرغبة في استرجاع مكانة حزب الميزان بمراكش، بل منهم من تحدث عن استبعادمن أسماهم ب” العناصر المشبوهة  ” قبل أن يفاجئ الجميع بكون المنسق الجهوي او الآمر الناهي بالحزب بتزكية من الأمين العام، هو المستشار البرلماني و رئيس بلدية المنارة جيليز، المدان على خلفية ملف الكازينو رفقة مستشارين آخرين منهم من غادر الحزب و بعضهم لازال يتحمل مسؤليات في هيئات موازية للحزب.

وأفاد مصدر مطلع، أن الكل سعى للتقرب من المعنى بالأمر للظفر بمهمة بالمجلس الجماعي او المقاطعات التابعة له.

وأوضح المصدر ذاته، أن ما حدث بالجماعة الترابية تسلطانت يعود لتأثير جهات خارج الحزب، ضايقها ترشيح عبد العزيز الدريوش للبرلمان فانتقمت منه في إطار التنسيق الثلاثي ، الأمر الذي وعدت به خلال الحملة الانتخابية.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن نفس الأمر يحدث بمقاطعتي المدينة و جيليز اللتين تنكر الحزب لوكيلي لائحتيهما ارضاء لتلك الجهات !! و ذلك التنسيق الذي لم يتأثر به حزبا الحرار و الحمامة. علما أن حزب الاستقلال لم يحصل خلال انتخابات 2015 على اية مقعد بمقاطعة جيليز، في الوقت الذي حصل على مقعد واحد بمجلس المدينة و آخر بالمقاطعة بالنسبة لمراكش المدينة. يمكن القول إن ما يحدث بحزب الاستقلال حاليا شبيه بما وقع بعد انتخابات 1983 التي تميزت بتدخل سافر للسلطة لتزوير النتائج،  الأمر الذي جعل الحزب العتيد في ورطة أسفرت عن إبعاد الخليفة و تولي الوفا رئاسة البلدية رغم عدم توفر الحزب على الاغلبية التي كانت للحزب الوطني الديمقراطي، المهم بعد هذه المهزلة تم الحديث عن إبعاد الخليفة الذي لم يقوى على الترشح للبرلمان بشكل مباشر، ليمر عبر ماسمي وقتئذ ” الثلث الناجي ” و استمر الوفا و من معه في تدبير شؤون المدينة إلى حين سنة 1992 ليظهر الخليفة من جديد كمسؤول جهوي من طرف اللجنة التنفيذية ويبعد العديد من العناصر في مقدمتهم الوفا الذي استنجد بالمقاول الشعبي للترشح بدائرة تلمست بالصويرة نظرا لنفوذ هذا الأخير بالإقليم، ومع ذلك لم يتمكن الخليفة من الفوز في دائرة جماعية حيث فاز عليه الأستاذ الشاعر عبد الرفيع جواهري…

وتلك الأيام تداولها بين الناس

،