آخر الأخبار

قالب السكر الأزرق و السياسة

نور الدين عقاني 

قالت السياسة للمواطن إبتلع القالب..قال المواطن أنا لا أبتلع القالب..قالت السياسة للزرواطة طحن مو..قالت الزرواطة أنا لن أطحن مو..قالت السياسة لمول الفران إحرق الزرواطة..قال مول الفران أنا لا أحرق الزرواطة..قالت السياسة لبائع الدقيق زيد على مول الفران..قال بائع الدقيق أنا لن أزيد على مول الفران..قالت السياسة لمول المطحنة ما طحنيش الدقيق..قالت المطحنة أنا سأطحن الدقيق..قالت السياسة للفلاح لا تبع القمح للمطحنة..قال الفلاح أنا أبيع القمح للمطحنة..قالت السياسة للبنك الصغير لا تقرض الفلاح..قال البنك الصغير أنا أقرض الفلاح..قالت السياسة للبنك الكبير سد الروبيني الكبير على البنك الصغير.
قال البنك الكبير سأغلق الروبيني الكبير..

فلم يقرض البنك الصغير الفلاح ، عندها باع الفلاح القمح للمطحنة التي طحنت الدقيق فاشتراه مول الفران و أمر بحرق الزرواطة فامتثلت و ضربت و طحنت المواطن فانحنى و ابتلع القالب عن آخره كما كان متعودا دائما .

القالب كلمة لها عدة معان و عدة دلالات إلا أن ما يهمنا هنا هو : القالب السكري الأزرق الذي به يتخاصم المغاربة و يتصالحون و به يخطبون و يباركون و به يعزون و يتجمعون، فهو رفيق المغاربة في السراء والضراء و في الأحزان و المسرات.
قالبنا الأزرق نبتلعه ابتلاعا عن طيب خاطر..الصغير منا و الكبير..النساء و الرجال..الأصحاء و المرضى ..الأمي و الجاهل.
فبالتوارث صار الجميع مدمنين على ابتلاع القالب الأبيض عن طواعية حتى أمسى ثقافة اجتماعية محضة.
هنيئا لنا بالقالب اليومي و القالب الأسبوعي و القالب الشهري و القالب السنوي.فلكل مناسبة قالبها و لكل فرد في المجتمع قالبه.
إلا أن قالب الخمس سنوات له نكهة خاصة و طعم مميز فهو الأكبر في الحجم و هو الأمر في المذاق و هو الأبيض الناصع أي هو الواضح كنهه المنشود هدفه و الخبيث مكره.
الحمد لله قالبنا هذه الولاية سيكون أزرقا باهتا بعض الشيء.
قالب أزرق أهدونا مالا أزرقا كثيرا كإغراء لابتلاعه بشراهة مبالغ فيها فأخذ كل نصيبه من صحافة صفراء و من نساء ورديات و من رجال سود الرؤوس، قالب سيحكمون به المغرب الأخضر و السماء الزرقاء و البحر الذي لا لون له.
كلشي على اللون الأزرق نقدا و قالبها.