آخر الأخبار

تعزية

نور الدين عقاني 

لبى نداء ربه حزب المنافقين ليلة أمس بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج، عن عمر فعلي يقدر بعشر سنوات عجاف.
ويتقدم كافة الشعب المغربي المخذول بأحر تعازيه إلى عائلته الصغيرة والكبيرة في المدن و البوادي بهذا المصاب الجلل، و إذ نأسف جدا لهذا الرحيل المفجع فإننا نهيب بكافة شرائح المجتمع التعبير جهارا عن حزنها الشديد و كدرها العميق بتنظيم مسيرة حزينة كبيرة تليق بمكانة هذا الحزب البئيس الذي خلف دمارا جيبيا رهيبا و انهيارا عصبيا كبيرا و جرحا نفسيا عميقا.
أذكر أنه في سنة 2002 في ظل مشاركة حزب أصحاب اللحي لأول مرة ، أتى عندي معرفة قديمة لإستمالتي بغرض ضمان صوتي و صوت أهل البيت.. بدأ بالسلام و العناق..و استطرد في شرح برنامجه الإسلامي لدغدغة المشاعر..قبل أن يكمل و هو الذي لم يراني منذ أن كان مجندا بحزب الاتحاد الدستوري يقوم برئاسة حملته مقابل عمولة كبيرة تبين لاحقا أنه اقتنى على إثرها سكنا اقتصاديا كاملا، عاجلته بأننا فعلا نتوق لحياة كريمة و عيش نظيف بمقومات إسلامية حسب الشرع الديني..أردف و قال بأن رجال حزبه النزهاء سيجددون لنا ديننا و سينبعث فجر إسلامي جديد و زعم بأنه ستتكون بتوالي السنون خلافة راشدة..حسمت معه الاستمرار في الجدال عندما باشرته بأسئلة حارقة خارقة لكيانه و عقله من قبيل :
هل بإمكانكم منع التعري في الشواطئ؟
هل تستطيعون منع ترويج الخمر بين المسلمين؟
هل ستحاربون دور القمار و دور الدعارة؟
هل ستعارضون الإملاءات الفوقية و خدمة الأجندات الدولية؟
هل ستعدون العدة للدفاع بقوة عن قضايا الوطن و قضايا الأمة العربية والإسلامية: تحرير فلسطين مثلا و استرجاع سبتة و مليلية و الجزر الجعفرية؟..
حينها ودعني صاحبنا الذي لن أطيل في النبش عن خفاياه لكي لا ينكشف أمره بينكم بابتسامة ماكرة و حزينة في نفس الآن و قال الأمر سيكون تدريجيا مع الوقت..استبشرت خيرا فقط لوجود بعض مرافقيه في الحملة الذين كنت أجهلهم كأسماء و لكن كنت ألتقي بهم غالبا في صلاة الفجر و توسمت خيرا بهم لإيماني بأنهم يستطيعون إبراز قدراتهم على الاقل محليا.
هكذا مر ثلاثة عقود على تواجد أصحاب فذكر عندما كانوا يجمعوننا كشباب في إحدى منازلهم من أجل التذكير بالسنة النبوية و تعاليم ديننا الحنيف و بتأطير من وافدين من مسجد النور بالدارالبيضاء .. رجال ذوي لحي كثيفة و شارب حليق و عباءات فوقها معاطف و خف و نعال كأنهم بهكذا هندام يسوقون لانبعاث الدين الإسلامي من جديد..