آخر الأخبار

التصويت على قرار البرلمان الأوربي

محمد نجيب كومينة 

من صوتوا على قرار برلمان الاتحاد الاوروبي لم يحركهم عطف على الاطفال والقصر او احترام حقوق الانسان وانما عبروا عن تضامنهم مع اسبانيا كدولة احتلال و عن مساندتهم لاستمرار احتلال المدينتين المغربيتين سبتة ومليلية والجزر المتوسطية التابعة للتراب المغربي، لان الاحتلال في تصورهم يمثل حاجزا في الشمال المغربي ضد الهجرة التي يرغبون جميعهم في الحد منها بدوافع عنصرية وثقافية لا تخفى. هؤلاء الذين ادانوا المغرب في اطار محاولة ثنيه عن السعي لاسترجاع التغور المحتلة و الزامه بلعب دور دركي في ميدان الهجرة ماكانوا ليتصرفوا على نفس النحو مع اسرائيل و لا حتى مع تركيا التي باتت قوة اقتصادية وعسكرية متوسطة يهابونها، رغم ان عداءهم لهذه الاخيرة لا يختلف من حيث محدداته كثيرا عن العداء للمغرب. بعض اطراف اليسار الاوروبي كشفت من خلال تصويتها على انها تعتبر نفسها، وان لاشعوريا، وريثة التركة الفكرية للاستعمار وليس للفكر الاشتراكي او الشيوعي، و ابانت انها نزقة بشكل يثير الشفقة و ذلك ما يفسر تدهور صورتها لدى المواطن الاوروبي و تراجعها انتخابيا الذي يهدد بعضا منها في وجوده السياسي.
اسبانيا شاءت ان ترسل رسالة قوية للمغرب بتهديد علاقاته مع الاتحاد الاوروبي والرسالة وصلت. و في الجزائر، التي نصب وزير خارجيتها الاسبان ناطقين باسم الدولة الجزائرية، سيكون هناك فرح واحتفال، وربما يقرر الجنيرال شنق ريحة اعلان هذا اليوم يوما وطنيا بدل فاتح نونبر، لكن القرار صدر باغلبية غير كبيرة، اذ كان هناك اكثر من 200 برلماني اوروبي مابين رافض له وممتنع على التصويت عليه، لن يكون له اثر خارج التسويق الدعائي ولن يثني المغرب عن الدفاع عن وحدته الترابية واستكمالها او عن الاستمرار في عدد من الاختيارات الاستراتيجية التي تقض مضاجع من سارعوا الى التحالف ضده بشكل مكشوف.