آخر الأخبار

القضاء الإسباني يخدم القرار السياسي

محمد نجيب كومينة 

القاضي الاسباني يتخذ قرارا سياسيا بعدم وضع بن بطوش رهن الاعتقال الاحتياطي او اتخاذ اجراءات تحفظية بعد مثول المجرم امامه افتراضيا بواسطة الفيزيو كونفرونس.

القاضي لم يجد في شكايات الضحايا ودفوعات دفاعهم ما يثبت لحد الان التهم الموجهة لبن بطوش بالاغتصاب والتعذيب وارتكاب جرائم ضد الانسانية و المتهم لم يسع بحسبه الى الهروب من العدالة.
القرار القضائي يخدم القرار السياسي كما هو واضح ويرفع الحرج عن الحكومة الاسبانية و ديبلوماسيتها التي نسقت مع جنيرالات الجزائر دخوله الى التراب الاسباني بهوية مزورة واوراق مزورة في سياق تنسيق اوسع ضد المغرب ووحدته الترابية ومصالحه الاستراتيجية بات اليوم مكشوفا.
القرار كان متوقعا، لان تبعات قرار مغاير ستكون كبيرة، لكنه لا بد من تسجيل ان المعركة التي خاضها المغرب مند الكشف عن التزوير والتامر الذي دخلت فيه الديبلوماسية الاسبانية قد حقق عددا من الاهداف، بحيث جعل الطبقة السياسية، والراي العام الاسباني، يخوضان في نقاش مهم حول العلاقة الاستراتيجية مع الجار والشريك المغربي بشكل غير مسبوق، وجعل النوايا الخبيثة ذات الجدر الاستعماري تنكشف و اعاد الى الواجهة، عالميا، مسالة استمرار احتلال اسبانيا لسبتة وملية المغربيتين والجزر المتوسطية التي تتبع للتراب المغربي، و قام في نفس الوقت بافشال وفضح ما كان يسعى اليه نظام الجنيرالات الفاشل المسلط على الشعب الجزائري الشقيق، اذ لا يمكن للحكومة الاسبانية ان تستمر في التامر مع اعداء وحدتنا الترابية بنفس الطرق والتوجهات ولن تستطيع ان تدخل الاتحاد الاوروبي في هذا التامر الذي ينسف الشراكة المغربية الاوروبية لو تاتى له بلوغ اهدافه.
يمكن للمجرم الان ان يعود للخدمة لدى شنق ريحة وقايدي، وربما للتجسس عليهم لفائدة المخابرات الاسبانية، اذ انكشفت علاقته القديمة بها، و لكن هذه التجربة كانت درسا له ولغيره، و اعطت للمغرب فرصة للتعريف بقضاياه وحقوقه و مواقفه غير القابلة لاي تراجع. والمعركة مستمرة والمغرب في صحرائه يبنيها و ينميها و اثقا في المستقبل وفي عدالة قضيته.

والبلاغ الصادر عن وزارة الخارجية الصادر امس يضع النقط على الحروف بدقة متناهية و يحمل اسبانيا مسؤوليتها في حال ما اذا كانت راغبة في عودة المياه الى مجاريها وتاكيد حرصها على العلاقة الاستراتيجية مع المغرب التي تتحدث عنها و التي اخلت بها في سلوكها الديبلوماسي في المدة الاخيرة باستقبالها لبن بطوش و بممارسات ومواقف اخرى غير حبية و بعيدة عن منطق الجوار والصداقة والتعاون.