آخر الأخبار

اللغة العربية في ظل المستجدات – 3 –

د بوشعيب منصر 

فمنذ أن حل عصر المعلوميات ، واللغة تعد على قمة هرم المعرفة دون منازع كيفما كان مصدر هذه المعرفة . فما من ظاهرة طبيعية إلا ولها نصيب من السرد ، كما قال بريجوجين ) . وإذا ما اعتبرنا اللغة غريزة إنسانية يشترك فيها البشر جميعهم ، من ثم ينظر إلى اللغة على أنها مرتكز -لمة . أما إذا نظر إلى اللغة على أنها نسبية ، فهذا ما دعا إليه محمود العالم بقوله : ” أخذت  بلدة تفضي إلى سيادة لغة من لغات هذه الدول المهيمنة في العلاقات التجارية والاقتصادية ، ذلك من سيادة ثقافتنا وقيمها الخاصة . إن معنى ذلك هو تهميش اللغات والثقافات القومية ، واحتواؤها واستبعادها كمدخل لاستبعادها كمدخل لاستبعادها اقتصاديا وثقافيا ” . العربية وتحدي العولمة : يتمثل تحدي اللغة للعولمة ، في كونها تتميز بالعديد من الخصائص الجوهرية التي تؤكد عالميتها ، من ذلك التوسط والتوازن اللغوي ، كتابة وصوتا وصرفا ونحوا ومعجما . فخاصية التوسط هذه ، جعلها تتسم بتوازن دقيق ، وتأخ محسوب بين فروع اللغة المختلفة . ومن منظور معالجة اللغات الإنسانية آليا بواسطة الكمبيوتر ، أثبتت العربية . أيضا . جدارتها كلغة عالمية فيفضل توسطها اللغوي الذي أشرنا إليه أعلاه ، يسهل تطويع النماذج البرمجية المصممة للغة العربية لتلبية مطالب اللغات الأخرى ، وفي مقدمتها الأنجليزية . يقول آخر ، فإن العربية ، لغويا وحاسوبيا . يمكن النظر إليها . بلغة الرياضيات الحديثة . على أنها فئة عليا superset تتدرج في إطارها كثير من اللغات الأخرى ، كحالة خاصة من هذه الفئة العليا ” . اللغة العربية في ظل المضايقات : ما إن بدأت العولمة تعم أرجاء العالم ، والتي يتم إرساؤها عن طريق الثورة الحالية للمعلوميات ، حتى بدا للعيان مدى التضييق على اللغة العربية ومحاصرتها لأنها أثبتت جدارتها لعدة قرون ولأنها لغة القرآن ، وهذا من أسباب قوتها ، والذي أدى إلى التضييق عليها في جميع الواجهات ، ووصفها بالنقص وعدم قدرتها على مسايرة علم التقانة الحديث . وبالنظر إلى تعدد اللهجات العربية ، والتي اعتبرها بعض اللسانيين المحدثين