آخر الأخبار

اللغة العربية في ظل المستجدات – 2 –

د بوشعيب منصر 

اللغة العربية وتكنولوجيا المعلوميات

ما إن ظهر مصطلح العولمة حقبة التسعينيات حتى رافقته تكنولوجيا المعلوميات ، بقيادة أباطرة المال ومنتجي المعلوميات ومن ورائهم أهل السياسة . هذه العولمة التي اكتسحت مجال التنظير الثقافي بكل جوانبه الإعلامية والتربوية والإبداعية ؛ وهذا ما حدا بالباحث عابد الجابري الذي يرى أن العولمة إيديولوجيا تطرح حدودا أخرى غير مرئية ، ترسمها الشبكات العالمية بقصد الهيمنة على الاقتصاد والأذواق والفكر والسلوك 2 . فما السبيل الذي على المثقف العربي أن يسلكه ؟ إن أول ما يجب أن يضعه نصب عينيه ، هو أن يدرك ما تعنيه تكنولوجيا المعلوميات ، وما هو انعكاسها عليه وعلى أمته ، فما عليه إلا أن يتقن استخدام أدواتها وعليه كذلك أن يعي أنه يواجه تركيبة جديدة من القوى الاجتماعية وساحة جديدة للرأي العام وكلها أمور تتطلب مثقفا من نوع جديد ، ولا مفر من أن يجعل له مكانا في بيوت العناكيب ، أي الشبكة العنكبوتية . ذلك أنه يواجه تحديات من الداخل ، أبرزها تفعيل قنوات التواصل بين مثقفي المشرق والمغرب من العرب ؛ والتصدي لمظاهر إهدار العقل العربي بدءا من الأمة ، فالتخلص من الثنائيات الفكرية التي تكبل فكرنا العربي وتعوق تكتله ، إلى جانب التصدي لأزمة اللغة العربية ، تنظيرا وتعليما واستخداما ، والمساهمة في بلورة سياسة لغوية قومية ، باعتبار اللغة هي أفضل وسائل التكتل العربي ، فضلا عن أنها من أهم مقومات تكنولوجيا المعلوميات 4 . كما أن المثقف العربي يواجه تحديات خارجية منها : الوعي بسلبيات العولمة واتفاقية الكات ، وكذا المساهمة في صياغة صورة الثقافة العربية والإسلامية على الأنترنيت . وهناك تحديات ذاتية لإعداد نفسه وتتعلق في أغلبها في التمكن من الجوانب الثقافية والاجتماعية للمتغير المعلومياتي ، وذلك بتجديد عدته المعرفية في ارتباطها بعالم الأنترنيت .