آخر الأخبار

وثائق تؤكد عملية تبييض الأموال بشيشاوة

في انتظار نتيجة تحقيق مختبر الدرك الملكي بالرباط الذي انطلق بتاريخ 20 ماي الجاري، الخاص بتوقيع الطبيب البيضاوي المتهم بتبييض الأموال، و الذي ادعى أن إمضاءه على عقد بيع عرفي لبيع ارض فلاحية تقدر مساحتها بسبعين هكتارا تعرض التزوير.

توصلت ” مراكش اليوم ” بوثائق  تهم كشف حساب الشركة القابضة المسماة ” بركات” تهم عملية  تحويل الأموال الخاصة ببناء المصحة الطبية بحي كاليفورنيا إلى المقاولة الإيطالية المسماة ” بروجيو ” و أخرى تهم تحويلات لفائدة الشركات التي قامت بتجهيز المشاريع الفلاحية بمنطقة سيدي سعيد بالجماعة الترابية مجاط بإقليم شيشاوة.

وهي العمليات التي أثارت العديد من الأسئلة بإقليم شيشاوة، حول عدم مساءلة الطبيب المتهم عن مصادر تمويل بعض المشاريع الفلاحية الضخمة باقليم شيشاوة، والنبش في اسباب نزول كل هذا الفيض من المبالغ الكبيرة، وضخها في استثمارات فلاحية، و أخرى تهم المجال الصحي. أزيد من 400 هكتار بالنفوذ الترابي الدائر في فلك جماعة مجاط بذات الاقليم ، تم اقتناؤها وزويدها بمعدات سقي وتجهيزها بمعدات تقنية دقيقة مع ما استتبع العملية من الوان الغموض والالتباس ، تحول معه المشروع برمته الى لغز محير ومثار للالتباس ، وبالتالي فتح اعين المصالح المختصة في مراقبة التدفقات المالية الى ما يجري ويدور، ومن تم الشروع في احاطة العملية بالمتعين من اجراءات البحث والتحري.

المعلومات المتوفرة تشير الى ان التكلفة المالية للمشاريع الفلاحية الموما اليها بكل ما يحيط بها من الوان الغموض والالتباس ، قد كلفت ملايير السنتيمات المجهولة المصدر ، علما بان هوية اصحاب المشروع تحيطها بدورها الكثير من علامات الاستفهام، بالرغم من ان الاسماء التي تصدرت الواجهة وبرزت على السطح باعتبارها المحركة لعصب هذه المشاريع المحيرة، لا تربطها بالجماعة ولا حتى بالاقليم اية علاقة، وينحدر بعضهم من العاصمة الاقتصادية، بما يجعل السؤال مشروعا عن ظروف وملابسات اختيار جماعة مجاط بالضبط لانجاز هذه المشاريع الكبيرة والمربكة، خصوصا وان عملية التمويل بما تفرضه من تكاليف مالية ظخمة لم تعتمد بالقطع على اية قروض وتمت خارج تغطية المؤسسات البنكية والمالية، واقتصرت عملية التمويل على الامكانات الذاتية.
معطيات ووقائع ادخلت المشروع دائرة الشبهة، وفتحت اعين الجهات الرقابية المختصة حول امكانية ان تكون من وراء كل هذه الاستثمارات “الحاتمية” اهداف غير بريئة من نوع تبييض الاموال وغسلها لاخفاء مصدرها الحقيقي.
ما زاد في اذكاء مساحة الشبهة والارتياب ، هو ارتباط بعض الاسماء التي تصدرت واجهة هذه الاستثمارات بمشاريع سابقة لم تخل من مشاكل واختلالات، امتدت الى تصنيفها في خانة المشاريع الاحتيالية.
ولعل النموذج هنا مشروع بناء مستشفى بدكار ، اعلن عنه بالتزامن مع الزيارة الملكية للسينغال سنة 2009 ، قبل أن يتبخر المشروع الطبي، و يتضح أن العملية برمتها كانت مجرد سراب ولم تخل من الوان النصب والاحتيال .

فماهي علاقة الطبيب البيضاوي بالشركة القابضة المسماة ” بركات ” ؟ وما نوع المعاملة التجارية التي تربطه بالمقاولة الإيطالية ” بروجيو ” ؟ ولماذا تم التستر عن فضيحة مستشفى دكار ؟أسئلة كثيرة بقيت عالقة في انتظار فتح تحقيق قضائي.