آخر الأخبار

التعلق الأوربي بالمنطق الاستعماري

تضامن الرئيس الرمزي للاتحاد الاوروبي ورئيس برلمان هذه المنظمة القارية و اعضاء اخرين، وتاكيد الرئيس على الخصوص على حدود اوروبية تشمل مناطق مغربية تحتلها اسبانيا، يكشف استمرار تعلق الاوروبيين الى الان بالمنطق الاستعماري حتى لما اضطروا الى تصفية الاستعمار نتيجة نضال حركات التحرر الوطني و قرار الامم المتحدة.
اعتبار سبتة ومليلية حدودا اوروبية، لانها تحت الاحتلال الاسباني الذي سيزول طال الزمن او قصر، فيه تعدي على الحقوق الترابية والتاريخية للمغرب وعلى كرامة المغاربة الذين لن يتنازلوا، مهما كان، عن تطلعهم الى استكمال وحدة ترابهم الوطني وطي صفحة الاستعمار الذي جزا وطنهم وقطع اوصاله فيما مضى طمعا وانتقاما، والتاكيد على الانتقام هنا ليس من باب اطلاق الكلام على عواهنه، ففي لا وعي الاستعماريين الاسبان توجد وصية ايزابيلا باضعاف المغرب وتشتيت شمله وتفقيره، وهذا ما يفسر نتائج بعض استطلاعات الراي وسط الاسبان التي تعتبر المغرب خطرا اولا على اسبانيا، وهذا ما يفسر اليوم كيف ان كل المجهود الذي بدله المغرب لتطوير شراكة استراتيجية مع اسبانيا، ترتب عليه انتقال الجارة الايبيرية الى اول شريك تجاري متقدم على فرنسا، لم يجد لدى الطرف الاسباني تجاوبا في مستواه، ولم يقابل بمروءة وحسن نية كما يجب من طرف النخبة الجديدة التي تخضع بشكل بين لضغوط بوديموس وفوكس الغارقين في الايديولوجيا و غير المستوعبين للاستراتيجيا و الجيو بولتيك و للجغرافية والتاريخ.
سبتة ومليلية والجزر المتوسطية ليست حدودا لاسبانيا او للاتحاد الاوروبي وانما هي اراضي مغربية مستعمرة، بمياهها واجوائها، موضوع نزاع مستمر قاد الى حروب فيما مضى، وتكتسي سبتة، التي كانت عاصمة ثانية للمغرب في مراحل سابقة من التاريخ، اهمية قصوى بالنسبة للمغاربة لا تقل عن اهمية القدس بالنسبة للفلسطينيين، وليعلم الاسبان والاوروبيين، وهذا ما يعلمه بعضهم، ان راية الجهاد من اجل التصدي للاستعمار كانت وماتزال، فيما اعتقد، تخزن بضريح ابي العباس السبتي بمراكش وتخرج منه لتعود اليه في وقت السلم.
تضامن الاتحاد الاوروبي ومؤسساته مع الاحتلال الاسباني للاراضي المغربية، لمجرد انهم يتخوفون من الهجرة التي لاتخفى نظرتهم العرقية والدينية لها، غير مناسب و ينطوي على بعد استعماري مرفوض.