آخر الأخبار

مفهوم الأمية و علاقتها بالنبي – 3 –

عبد الله المعاوي 
ما علاقة الأمية بمجتمع يعتمد الكتابة في معاملاته التجارية ؟
قال تعالى في سورة البقرة :
يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه،وليكتب بينكم كاتب بالعدل ، ولا يأب كاتب أن يكتب ، كما علمه الله فليكتب ، وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا، فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل ، واستشهدوا شهيدين من رجالكم ، فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ، ولا ياب الشهداء إذا ما دعوا ، ولا تسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ، ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها ، وأشهدوا إذا تبايعتم ، ولا يضار كاتب ولا شهيد ، وإن تفعلوه فإنه فسوق بكم ، واتقوا الله ، ويعلمكم الله ، والله بكل شيء عليم. الآية (281). وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة ، فإن آمن بعضكم بعضا فليؤد الذي أتمن أمانته ، وليتق الله ربه ، ولا تكتموا الشهادة ، ومن يكتمها فإنه ءاثم قلبه، والله بما تعملون عليم. الآية (282).
الخطاب هنا واضح وضوح الشمس . فهو موجه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، على أساس أن الكتابة سارية بين أفرادها في جميع المجالات بما فيها مجال المعاملات التجارية . إن النص يؤكد تواجد الكتاب بين الفئات الاجتماعية التي نزل في شأنها النص القرآني. وليس موجها لأحد من خارج مجتمعهم . والأمر يهم التعامل التجاري كيفما كان نوعه كبيرا أو صغيرا . والكتاب موجودون في الحل والترحال . فكيف يمكن إذا وصف هذه الأمة بالأمية ( بمعنى عدم معرفة القراءة والكتابة ) وهي تمارسهما حتى في معاملاتها التجارية اليومية ؟ مما يؤكد أن هذا الإطلاق بمفهوم اللغوي السائد حاليا، إطلاق خاطئ.
وفي نفس السورة سنجد أن هناك من يقول بأن الخطاب في الآية التالية مثل ما هو موجه لليهود والنصارى موجه كذلك للمسلمين الحافظين لكتاب الله . قال تعالى :
أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب ، أفلا تعقلون. الآية (43) .
وإذا كان الأمر كذلك فهل يمكن وصف الموجه لهم هذا السؤال الاستنكاري وصفهم بالأميين بمفهوم عدم معرفة القراءة والكتابة ؟ طبعا الجواب : لا يمكن…..
3
..يتبع غدا ان شاء الله