آخر الأخبار

الإساءة و الإحسان في حق من حكم مراكش من النشأة إلى الآن – 20 –

التعريف ببلاد الأندلس
وهنا يجب أن نقف للتعريف ببلاد الأندلس وما آل إليه حكامها . جاء في كتاب نفح الطيب للمقري عن أبي سعيد أن الأندلس بن طوبال بن یافت بن نوح عليه السلام نزل بها فحملت اسمه ، كما حملت سبتة اسم أخيه سبتة بن يافت بن نوح ، ثم قال إن أهل الأندلس يحافظون على قوام اللسان العربي لأن أصلهم عرب .
بن وقال الوزير لسان الدين بن الخطيب في المصدر نفسه عند وصفه البلاد الأندلس” خص الله بلاد الأندلس من الريح وغدق السقيا ولذاذة الأقوات وفراهة الحيوان ودرور الفواكه ، وكثرة المياه وتبخر العمران ، وجودة اللباس ، وشرف الأنبية ، وكثرة السلاح ، وصحة الهواء ، وإبيضاض الوان الإنسان ، ونبل الأذهان وفدون الصنائع وشهامة الطباع ونفوذ الإدراك ، وأحكام التمدن والاعتمار ، بما حرم منه الكثير من الأقطار مما سواها ” وفي نفس المصدر قال عبد الله ابي مصعب البكري : « الأندلس شامية في طيبها وهوائها ، يمانية في اعتدالها واستوائها ، هندية في عطرها وذكائها ، أهوازية في عظم جبايتها ، صينية في جواهر معادنها ، عدنية في منافع سواحلها ” . وقال المؤرخ الكبير أحمد بن محمد الرازي في وصفه للأندلس : ” طيب التربة وهو آخر الإقليم الرابع إلى المغرب بلد کریم البقعة خصب الجنان متبجس الأنهار الغزار والعيون العذبة ، قليل الهوام ذوات السموم ، معتدل الهواء والجو والنسيم ، ربيعه وخريفه ومشتاه وصيفه على قدر من الاعتدال ، وسيطة من الحال لا يتولد في أحدها فصل يتولد منه انتقاص ، تتصل فواكهه أكثر الأزمنة وتدوم متلاحقة غير مفقودة أما الساحل منه ونواحيه فيبادر بباكورة ، وأما الثغر وجهاته والجبال المخصوصة برد الهواء ، فيؤخر بالكثير من ثمره فمادة الخيرات بالبلد متمادية في كل الأحيان ، وفواكهه على الجملة غير معدومة في كل أوان وله خواص في كرم النبات توافق في بعضها أرض الهند المخصوصة بكرم النبات وجواهره منها أن المحلب هو المقدم في الأفاويه والمفضل في أنواع الأشنان لا ينبت بشيء من الأرض إلا بالهند والأندلس . وللأندلس المدن الحصينة ، والمعاقل المنيعة ، والقلاع الحريزة ، والمصانع الجليلة ، ولها البر والبحر ، والسهل والوعر ، وشكلها مثلث وهي معتمدة على ثلاثة أركان الأول هو الذي فيه صنم قادس المشهور بالأندلس ، ومنه مخرج البحر المتوسط الشامي الأخذ بقبلتي الأندلس ، والثاني هو بشرق الأندلس بين مدينة توبونة ومدينة جرديل وهي مدينة فرنسية الآن موقعها قرب مايوركة التي تجاور البحرين البحر المحيط والبحر المتوسط ، وبينهما البر الذي يعرف بالأبواب ، وهو المدخل إلى بلاد الأندلس من الأرض الكبيرة على بلاد إفرنجة ومسافته بين البحرين مسيرة يومين ، ومدينة تربونة تقابل البحر المحيط والركن الثالث منها هو ما بين الجوف والغرب من حيز جليقية ، حيث الجبل الموفي على البحر ، وفيها الصنم العالي المشبه بصنم قادس وهو الطالع على بلاد برطانية .. والأندلس أندلسان في اختلاف هبوب رياحها ومواقع أمطارها وجريان أنهارها ، أندلس غربي ، وأندلس شرقي ، فالغربي ما جرت أوديته إلى بحر المحيط الغربي ، وتمطر بالرياح الغربية ، ومبتدأ هذا الحوز من ناحية المشرق مع المفازة الخارجية مع الجوف إلى بلاد ستمرية طالما إلى حوز أغريطة المجاورة لطليطلة مائلا إلى الغرب مجاورا للبحر المتوسط الموازي لقرطجنة الخلفاء التي من بلاد لورقة والحوز الشرقي المعروف بالأندلس الأقصى ، وتجري أوديته إلى الشرق وأمطاره بالريح الشرقية وهو من حد جبل البشکنش هابا مع وادي ابرة إلى بلد سنت مرية ومن جوف هذا البحر وغريه المحيط وفي القبلة منه البحر الغربي الذي منه يجري البحر المتوسط الخارج إلى بلاد الشام وهو المسمى ببحر تیرات ومعناه الذي يشق دائرة الأرض كما يسمى البحر الكبير » .