آخر الأخبار

الإساءة والإحسان في حق من حكم مراكش-17-

بقي يوسف بفاس عدة أيام ثم رحل عنها متجها إلى مدينة صفرو التي دخلها من يومه وبدون مقاومة ، فأرسى الحكم فيها واتجه إلى بلاد غمارة ففتحها وجمع أحوازها حتی أشرف على مدينة طنجة فأبدت بعض القبائل المجاورة رفضها للدخول تحت حكمه فحاربهم وأثناء العراك جاءته أخبار غير سارة مفادها أن ما تبقى من جيش مغراوة وزناتة وأهل إفرن هاجموا فاس من جديد وقتلوا العامل اللمتوني الذي نصبه عليها ، وأصبحت المدينة تحت سيطرتهم فتحول عن طنجة ورجع إلى فاس بجيشه فقضى على كل من وجد بها من مغراوة ومن يناصرهم فكان فتحا جديدا للمدينة وكان ذلك سنة 458 ھ -1067 م وقضى على أخر حکام مغراوة وعلى رأسهم تمیم بن معنصر وعاملهم سکوت البرغواطي وقرر الأمير يوسف أن يبقى مقيما بفاس حتى تخضع جهات البلاد لحكمه وتكون تحت طاعته فأرسل الجيش من جديد إلى طنجة وأحوازها . وتمت السيطرة على جميع مناطق غمارة وهدأت الأمور بها ولم يعد أحد يعارض مشروعية الأمير يوسف في ترأس حکم البلاد وكان لامرأته زینب النفزاوية دور هام في السياسة التي سلكها يوسف للاستيلاء على جميع أجزاء البلاد التي أصبحت خاضعة لحكمه وبلا منازع . فهي من أشارت عليه بالاستيلاء على المغرب الأوسط أو ما يسمى الآن بأرض الجزائر وتونس وما جاورهما من الأراضي حتى لا يتمكن أعداء الدولة المرابطية ممن تبقى من أزناتة ومغراوة وأهل إفران من اللجوء إلى هذه المناطق والاستعانة بحكامها على استرداد ما ضاع منهم من كرسي الحكم على أيدي المرابطين . فاستحسن الفكرة وقرر أن ينفذها عندما تتاح له الفرصة . وفضل الاستيلاء على مدينة سبتة وهي ما تبقى تحت حكم بني حمود الأدارسة من طرف دولة الأمويين إبان كانوا يحكمون الأندلس وانقرضت دولتهم لكن بني حمود ظل نفوذهم على المدينة مهيمنا .
وأرسل يوسف بن تاشفين قائده صالح بن عمران على رأس بضعة ألاف من الجيش فدخلها وقاتل كل من حمل السلاح ضده وواجهه وكان ذلك سنة 470 ھ 1079 م ، وفي سنة 471 ھ 1080 م عقد یوسف بن تاشفين جمعا تشاوريا بمدينة فاس حضره شيوخ القبائل من لمتونة وماسوفة وغيرهم كما حضر المجلس ضباط الجيش الكبار ومن بينهم القائد مزدلي بن تیلكان وسير بن أبي بكر وداود بن عائشة ، وعمر بن سليمان ، فاقترح عليهم مسألة عزمه على ضم جميع الأراضي المجاورة للمغرب ، والأمر يتعلق بما يسمى بالمغرب الأوسط أو ما يعرف الآن بأرض الجزائر وتونس والتي كان يوسف يتوقع أن يتخذها الأعداء ملجأ لهم وتمت الموافقة على تحريك الجيش لتنفيذ عملية الضم فأسند الأمر إلى القائد المحنك مزدلي الذي سار على رأس جيش عظيم يتألف من اللمتونيين وغيرهم قوامه عشرون ألف رجل وكان ذلك سنة 472 ه -1082 م حتى وصل ضواحي مدينة تلمسان وكانت تقع تحت حكم العباس بن بختي واستولوا على جميع بلاد المغرب الأوسط وأرسوا الحكم فيها ثم رجع مزدلي وبعض معاونيه إلى مراكش حيث كان يوجد الأمير يوسف وأحضروا معهم مغانم كثيرة.
في سنة 473 ه -1083 م غير يوسف السكة في جميع معاملاته وكتب عليها اسمه .