آخر الأخبار

رحيل عز الدين المناصرة

برحيل الشاعرالفلسطيني الكبير عز الدين المناصرة تفقد الساحة النضالية والثقافية الفلسطينية معلمة من معالمها الشعرية والفكرية.
عزالدين المناصرة لم ينل نفس الحظ الذي ناله محمود درويش او سميح القاسم، لكنه كان في حجمهما، وربما تميز بجراة فائقة جعلته يخترق الطابوهات والمحظورات بشعرية رفيعة، وتحضرني في هذه اللحظة قصيدة : ابي، ابوك ابوه التي تحاور صراع الطوائف والمعتقدات.
كان اكتشافي لقيمة شعره وقابليته لان يوظف مسرحيا ويغنى في سنة1977 حين اعددت مونتاجا شعريا بشكل مسرحي تهييئا لنشاط تضامني مع الثورة الفلسطينية بمشاركة عدد من الجمعيات المراكشية، و بدانا فعلا في اخراج النص (كان مولاي ادريس معروف ممثلا لكوميديا وعبدالله المعاوي ممثلا للجيل الصاعد، بينما كنت امثل شبيبة الحمراء في الفريق المكلف بالاخراج). و قد ادمج المونتاج الشعري اشعار لمحمود درويش وسميح القاسم و احمد دحبور و فدوى طوقان وغيرهم، لكن نصوص المناصرة كانت لها الغلبة. وكانت قصيدته بالاحمر كفناه، مغناة، لازمة في المونطاج الشعري وفاصلة بين مقاطعه.
من حسنات هذه التجربة انها انتجت سعيد المغربي، عضو شبيبة الحمراء وقتئذ، حيث كانت اول اغنياته السياسية قطعا من الشعر الفلسطيني التي كان مفروضا ان تغنى خلال العرض، وفي مقدمتها قصيدة درويش انا احكي من اسرائيل التي قام بتلحينها سعيد بمساعدة الفنان المتكامل محمد بن ادريس الكاتي، واذكر ان لحنها في صيغته الاخيرة تم باوريكا.