آخر الأخبار

تحركات النظام الجزائري الفاشلة

Aيواصل النظام الجزائري تحركاته التي تبرز شعورا حادا بالضعف و الخوف بعدما تعاظم الحراك الشعبي و سار في اتجاه ثورة حقيقية تروم انهاء هيمنة الجنيرالات والمخابرات واقامة نظام مدني ديمقراطي وبعدما انكشف الفشل الدريع لهذا النظام في بناء تنمية تهيئ الجزائر لمواجهة استحقاقات التحولات الجارية في العالم حاليا.
هكذا اصبح هذا النظام المحاصر بفشله وبالثورة يبحث عن اي شئ كيفما اتفق، بعشوائية لا مثيل لها، ينقذه من السقوط الذي سيتلوه لا محالة حساب عسير، لان نظام الجنيرالات اهدر ثروة ضخمة جدا في شراء الخردة و التسلح الذي يتجاوز القدرة الفعلية على الاستعمال وفي الفساد والسرقات.
و يبدو انه، و في ظل تخبطه، وجد ان المقارنة مع المغرب في مجالات مختلفة من اسباب ثورة الشعب الجزائري، خصوصا وان المغرب لا يمتلك ريعا بتروليا ولم تتعد مداخيل صادراته، بتنوعها، ازيد من الف مليار دولار في اقل من 15 سنة، ومع ذلك فقد حقق بعض النجاحات، التي نتطلع كمغاربة الى ان لاتبقى في حدود ها الحالية، جالتي قابلها تراكم الفشل في الجزائر وصراع الاجهزة العسكرية والمخابراتية، الذي وصل الى مرحلة التناحر وملء السجون بمئات الجنيرالات والكولونيلات. حول من يسيطر ويفوز بالريع ويغتني اكثر. المقارنة مع المغرب تثير حنق الفاشلين وتدفعهم الى سلوكات عدوانية لاعقلانية تكشفهم اكثر امام الشعب الجزائري وشعوب المنطقة والعالم و تظهر عجزهم عن التفكير بشكل سليم وبما يراعي مصالح بلدهم وشعبهم وليس مصالح من بات الشعب الجزائري يسميهم عصابة.
ولان المقارنة تحرجهم و تجعلهم ينظرون الى انفسهم نظرة مرضية، فانهم تهيجوا ضد المغرب، الذي لم يلحق بالجزائر او الشعب الجزائري اي ضرر يذكر، و قاموا في البداية بتحريك بيادقهم المؤتمرين باوامرهم في محاولة لخلق واقع جديد في منطقة الكركرات ينجم عنه عزل المغرب عن عمقه الافريقي و عرقلة مبادلاته مع بلدان غرب افريقيا، لكن اللعبة انقلبت على صاحبها بعدما قرر المغرب وقف العبث وتحصين المنطقة بشكل نهائي، ثم تورطوا في اعلان انهاء وقف اطلاق النار من طرف واحد، بهدف القيام بدعاية لوجود حرب يعرفون انهم لن يستطيعوا خوضها، وذلك بهدف المساس بسمعة المغرب وصورة استقراره عالميا وبالتالي المس بمصالحه واقتصاده كي لا يحرجهم استمرار المقارنة، لكن هذه اللعبة كانت فاشلة ايضا، وقد جاء الاعتراف الامريكي بمغربية الاقاليم الجنوبية، بعد وقبل فتح عدد من القنصليات في العيون والداخلة، ليشكل الضربة القاضية والصدمة الكبيرة التي جعلت نظام الجنيرالات يفقد القدرة على الاستمرار في مناورات بئيسة باستعمال البيادق الذين يعرف العالم اجمع انهم بلا ارادة مستقلة وانهم يسيرون نحو نهاية حتمية.
وبعد الرسالة الغبية التي بعث بها اعضاء المجلس النيابي الجزائري المنحل الى الرئيس بايدن، التي اظهرت حجم الدوخة التي اصابت النظام المريض، جاءت النكثة اليوم، حيث انتقل وزير الخارجية الجزائري بوقادوم الى مدريد ليطلب من الحكومة الاسبانية، بلا حشمة، ان تتدخل لحماية عناصر بوليساريو الذين يحوزون جنسيتها بالعودة الى احتلال الاقاليم الصحراوية، اي بالعودة الى الوضعية الاستعمارية التي انتهت بنجاح المسيرة الخضراء في دفع المستعمر الى الاتفاق على الانسحاب، وكان ذلك ممكنا وكان اسبانيا قادرة على ذلك او مستعدة له او تفكر بنفس الطريقة التي يفكر بها الاغبياء المتسلطين على الشعب الجزائري. هكذا سيسجل في سجل بوقادوم ورئيسه ورئيس رئيسه انهم دعوا لعودة الاستعمار الى منطقة حررها المغرب كجزء من ترابه الوطني كما حرر غيرها على مراحل، و لا شك ان العالم كله سينتبه الى هذا الغباء وسيفهم جيدا ان النظام الجزائري بات يتصرف خارج كل منطق عقلي ولا يمكن ان يؤخذ ماخذ الجد. فالمطالبة بعودة الاستعمار لا يمكن ان تصدر عمن يفكر بعقله.