آخر الأخبار

موال أطلسي للكاتبة سعيدة عفيف – 1 –

عبد الصادق شحيمة

موال أطلسي للكاتبة سعيدة عفيف : بين سموق معمارية النص الموازي وغور مكونات ومرجعيات السرد.

توطئة على سبيل تقديم

أراهن في هذه التوطئة على القول إن السرد منذ أقدم العصور كان نسائيا وسيظل، وإن اقتحامه من طرف الذكور في لحظات تاريخية لم يكن قاعدة وإنما استثناء، ويمكن مؤقتا الإشارة إلى الفهرس البيبليوغرافي للرواية النسائية المغاربية (1954-2015) للأستاذ شريف بنموسى عبد القادر (أستاذ الرواية المغاربية والسرديات بجامعة تلمسان بالجزائر )،حيث من بين خلاصاته أن عدد الروايات المغاربية وصل في الفترة المعتمدة في الدراسة إلى 390 رواية توزعت على الشكل التالي: الجزائر في المرتبة الأولى ب 126 رواية، وتونس في المرتبة الثانية ب121، والمغرب في المرتبة الثالثة ب118 رواية، ثم ليبيا في المركز الرابع ب 22 رواية، وأخيرا موريتانيا ب3روايات.

المؤشر الثاني هو اللائحة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية لعام 2019، والتي تضمنت أسماء أربعة نساء كاتبات:

الفائزة هدى بركات (بريد الليل)- وكفى الزعبي (شمس بيضاء باردة) -شهلا العجيلي (صيف مع العدو)- إنعام كجي جي (النبيذة ) – إلى جانب كاتبين محمد المعزوز ( بأي ذنب رحلت) وعادل عصمت (الوصايا).

المؤشر الثالث له علاقة بالتقرير الصادر عن دراسة حديثة لمؤسسة الملك آل سعود والذي رصد ظاهرة ذكورية التأليف بشكل عام، لكن ما يهمني من هذا التقرير هو التأليف النسائي في مجالات الأدب تحديدا، حيث تتم الإشارة إلى 184 عملا أدبيا طغت فيها الأعمال الروائية والقصصية، لتليها تباعا الدراسات القانونية والإسلامية ثم الفلسفية والاجتماعية والسياسية والنفسية.

المؤشر الرابع يتعلق بالكاتبة جوخة الحارثي باعتبارها أول كاتبة عربية تفوز بجائزة مان بوكر الدولية عن روايتها سيدات القمر، بعدما حصلت على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب عن روايتها – نارجينا -البرتقال المر 2016، ورشحت روايتها سيدات القمر لجائزة زايد عام 2011 ( رواية تعطي لمحة عن الحياة الغنية للأسرة العمانية وخاصة النساء ).

إن احتفاءنا بموال أطلسي وبالكاتبة – سعيدة عفيف – هو عبارة عن نوع كمن الاشتباك الجمالي مع الرواية، نعرج معها وبواسطتها ومن خلالها إلى الكتابة بنون النسوة عبر جنس أدبي ما زال حافلا بالأسئلة والإشكالات.

 

قراءتي للرواية ستستفيد وفي نفس الآن ستستعين بمجموعة من الدراسات التي اتخذت من السرد موضوعا لها، وهي من الزخم والتعدد الذي يتركنا نتحدث عن طرائق لتحليل السرد بدلا من طريقة واحدة، وهو ما تم استشعاره في الدراسات النقدية منذ تسعينيات القرن المنصرم عبر اتجاهين أساسين كبيرين:

الاتجاه المستفيد من السيميائيات السردية وموضوعه الرئيس هو سردية القصة، والاتجاه الذي يتخذ موضوعا له دراسة الخطاب بدلا من القصة.

في مقدمة الدراسات المشار إليها آنفا كتاب عتبات (من النص إلى المناص) لجيرار جينيت ترجمة عبد الحق بلعابد، تقديم د. سعيد يقطين، والذي ينطلق من أن النص معمار لا يمكن الانتقال بين فضاءاته إلا عبر المرور بعتباته، ومن يغض طرفه عنها يتعثر، كما أن من لا يحسن التمييز بينها يخطئ الأبواب.