آخر الأخبار

الانتخابات بعيون مغربية – 5 –

بعد القيادية في حزب الجرار طرقت الباب على الدكتور عبد الرحيم بوعيدة أستاذ بكلية القاضي عياض بمراكش وطلبت رأيه في هذا الإستطلاع فكان متجاوبا ومتفاعلا كعادته فأوفد لي بالتصريح الآتي : أظن على أن عملية تصالح المواطنين مع صناديق الاقتراع تبطة بوجود مناخ سياسي حقيقي وصحي ، ووجود أحزاب مستقلة وقادرة على ترجمة مل البرامج إلى الآن ، لايمكن التنبؤ بذلك لأن أغلب الأحزاب لاتملك سلطة القرار وتعيد إنتاج نفس الخطاب ونفس النخب السياسية التقليدية ، المواطن في المغرب لايثق في الحكومة ولا في الأحزاب يثق في الدولة بما لها من حمولة ، هناك من يريد أن يفرغ الوسائط من دورها لذا لن يكون هناك تغيير في المشهد السياسي ولن يتصالح المغاربة مع صناديق الاقتراع مادامت النخب السياسية لاتحاسب لا يوجد حزب سياسي يعتمد على الشباب أو يضعه ضمن برنامجه هم مجرد شعار مرفوع لكن عند الاستحقاقات يتم البحث عن أصحاب الشكارة لذا أغلب الشباب غير مسجلين و غير مهتمين أصلا انتهى كلام الدكتور عبد الرحيم بوعيدة فتوجهت بالسؤال للمرة الأخيرة إلى محلل سياسي والذي وجدته بالصدفة المحضة إذ لم أكن أعتقد أن سؤالي الذي سأوجهه للمرة الأخيرة سيكون من نصيبه ، هذه هدايا القدر التي لاترد لكن فجعت لعدم رغبته في الإفصاح عن هويته لكنه رضي بان يدلي بدلوه هو الآخر في هذا الإستطلاع فقبلت على الفور كانت إجابته مختصرة جدا لضيق وقته ، فقال أخي الفاضل الصناديق على ما يظهر فقدت مصداقيتها ليس في المغرب فحسب بل في جل بلدان العالم ، الانتخابات لعبة الاغبياء من وجهة نظري الخاصة أما الأحزاب فكما ترى اليوم لم يعد يجتمع حولها سوى ذوو المأرب والسلام أخي الفاضل أتمنى لك كل التوفيق غادر المحلل السياسي وتركني أرقبه وهو يحاول عبور الشارع الى الضفة الأخرى حتى اختفى كان هذا الاستطلاع مهما جدا عشت معه لحظات جميلة وخبرت عن قرب نظرة المواطنين وتصوراتهم للإستحقاقات الانتخابية فوجدت أن الجميع ينظر من نفس الكوة للإنتخابات ، وحضرني قول ” اوتو فون بیسمارك ” يكثر الكذب عادة قبل الانتخابات وخلال الحرب وبعد الصيد ، نتمنى أن يذكر الشعب المغربي ذات يوم حزبا حقيقيا يعبر عن ارادتهم ويدافع بكل حقوقهم بترجمة ذلك على أرض الواقع لا بالكلام المنمق الرنان الذي يلهب 5/5 ة ثم يخمد لهيبها بماء الفساد على أطياف الشعب ان تعانق حضن المعرفة دونهما سنجتر الوقائع وسنبقى حبيسي نسق التذمر والندم مطلع كل استحقاقات تخلف ببرامجها الانتخابية التي تلقى رواجا فقط في الحملات وتختفي بعدها الى الابد لأنها ولدت فقط من رحم القلم ولقيت مصرعها بالأوراق .