جمعية سيدي عمارة للتنمية المستدامة

 عبدالرزاق الحيحي

ما من شك أن التنمية البشرية هي من أهم مجالات التنمية في كل المجتمعات، وبأن البناء ليس فقط هو البناء الإسمنتي، بل هو أيضا بناء الإنسان الذي يتم عبر الثقافة والوعي اللذين يعتبران من أسس التنمية البشرية، ولن يصل المجتمع للوعي دون قراءة، فبمقدار ما يقرأ الفرد يسمو فكره وتظهر مواهبه وتشع آفاقه وتبزغ ابتكاراته، وبهذا نعلم ما للثقافة من دور في تغيير المجتمع، وأنها هي مفتاح كل تقدم علمي وسبق حضاري، وتقدم الشعوب مرهون بما لديها من موارد بشرية مثقفة وواعية.
من هذه الرؤية الوجيهة، انطلقت “جمعية شباب سيدي عمارة للتنمية المستدامة”، وهي جمعية فتية مكونة من نخبة من شباب حي سيدي عمارة التابع لجماعة المشور القصبة، وبمجهودات ومبادرات فردية ومساهمات عينية من أعضائها، وفي غياب أي دعم من الجهات المسؤولة، قامت بتهيئة حديقة كانت مهملة، فزينتها وخصصت بها فضاء للقراءة الهدف منه بالأساس تشجيع الأطفال وتعويدهم على القراءة، بل أنها وفرت كتبا للمطالعة تهم كل الفئات التي تستهويها القراءة، وقامت بوضع الكتب بداخل مكتبتين حديديتين صممتا لهذا الغرض.
مبادرة متميزة بهذا الشكل يجب أن تعمم، ليس فقط بالعاصمة الحمراء، وإنما بجميع ربوع المملكة لتنشئة الأجيال القادمة على حب القراءة والمطالعة اللتين هما من المصادر الأساسية للثقافة التي يجب تنشر ما بين أفراد المجتمع لاكتساب المعرفة ولضمان مستقبل وغد أفضل إن شاء الله، وهذا ما يصبو إليه كل مواطن غيور.