آخر الأخبار

الانتخابات بعيون مغربية – 2 –

محمد الزعيم

انتهی حدیث رضوان وهو يتأسف على حال الواقع فطأطئ رأسه متذمرا ولسان حاله يقول بأن هذه البلاد تستحق الأفضل لكن تداخلت عوامل عدة تصعب من هذا الأمر وعندما هممت بمغادرة المقهى استوقفني منظر شاب فوق دراجته ينتظر صديقا له ذهبت نحوه فرحب بي بحفاوة لدى علمه بأني صحفي أجري هذا الاستطلاع فطرحت عليه نفس السؤال وضع يداه على مقود الدراجة واخذ نفسا عميقا . اسمي مهدي عمري 28 سنة اشتغل في شركة خاصة وانا خبير بالمعلوميات ، للأسف صديقي فقدت الثقة تماما في الانتخابات لأن نفس الأمر يتكرر بعد كل خمس سنوات الوعود الكاذبة والزائفة هي نفسها ، نحب طبعا هذا الوطن لكننا لم نرى تغييرا جذريا يرضي المواطن ويتطلع الى طموح الشباب سأقول لك مقولة راقت لي ” عندما ترى ضوءا في أخر النفق أعلم أن هناك فرج قريب أو أن هناك قطار قادم ليدهسك فقط ” وهذه الحالة هي التي دائما مانعيشها غداة كل استحقاق انتخابي وبالنسبة لي يجب أن نبحث عن أنماط سلوكية تقرر ما إذا كان الاشخاص الممارسين داخل الأحزاب لهم المهارة التي تخول لهم اتخاذ قرارات جريئة وحاسمة تستجيب لمتطلبات المواطنين فهم دائما ( أي الأحزاب ) ماصدعو رؤوسنا بالشباب ولم نرى أي اهتمام بهذه الفئة التي تعد العمود الفقري لنهضة الأمم فيجب على الأحزاب ان تمهد للشباب طريق تقلد مناصب مهمة ، ولكم نتمنى أن نرى شابا لايتجاوز 35 ربيعا على رأس الحكومة للإعطاء دينامية وحركية تزيد بالبلاد الى الأمام يجب أن تمنح هذه الفرصة للشباب وعلى هذا الأساس يجب انشاء خلية علم نفس تعني باختيار الأشخاص المناسبين وهي من تحدد الأنسب والأصلح لقيادة الأحزاب فمعلوم آن سلوك الفرد يذوب في محيط الجماعة وعلى الأحزاب ان تسعى الى ترجمة برنامجها الانتخابي على ارض الواقع لا شحن وتعبئة الشعب بكلام منمق ومزخرف لا يسمن ولا يغني من جوع ، لن أصوت في الانتخابات القادمة لأن هناك الكثير من الاختلالات تشوب البنية الحزبية وما قد وقع بالدار البيضاء وطنجة له خير دليل على عدم التزام الحكومة ببرنامجها زد على ذلك الاحزاب لم تقدم أي شيء ملموس ابان جائحة فيروس كورونا فهناك العديد من الناس المتواجدين في اماكن بعيدة لم يصل اليها الدعم الذي تحتاجه الأسر هناك لكن التلقيح تم ايصاله لها مادامت تخدم توجهاتهم الخاصة وأقول ختاما إذا أراد بلد ما أن يكون متطورا يجب أن يهتم بثلاثة أشياء أولا الاهتمام بالأسرة والتعليم والقدوة وهم المخترعون والمفكرون وعدم تركهم عرضة للهجرة وعندما تضرب هذه الاضلاع الثلاثة فإن البلاد ستسير الى الانهيار والاندحار والسلام . بهذه الكلمات ختم مهدي كلامه فأتي صديقه الذي كان ينتظره فسرد له بعضا مما قاله على آمل أن يتمم له باقي الحديث عند وصولهما إلى الوجهة التي يقصدونها فذهبا معا فوق دراجته النارية وهو سعيد ومبتهج ، بقي كلام المهدي يثير اسئلة في عقلي هل الشباب يفتقد الثقة في السياسيين وفي الاحزاب السياسية الى هذه الدرجة وبينما انا اتمشى وابحث عن شخص آخر يدلي بدلوه وجدت حارس عمارة كبيرة جميلة يغطيها الزجاج من رأسها الى أخمص قدميها ويبدو انها عمارة للمكاتب وليست للسكن ملامح الحارس كانت تشي بأن له ثقافة واسعة فكسرت هذا التردد وتوجهت صوبه ألقيت عليه التحية فرد التحية كان يعتقد انني بصدد السؤال عن أحد المكاتب في العمارة لكنني صححت له اعتقاده و عرفته بنفسي.

( يتبع )