آخر الأخبار

عندما هدد الفرنسيون بتخريب مراكش

عبد الله أوكسا

في خضم الأحداث المتسارعة التي عرفها المغرب مطلع القرن العشرين….بايع أهل الجنوب الشيخ أحمد الهيبة قائدا للجهاد ضد الفرنسيين، لقب بالمهدي، و اتجه مع أتباعه نحو مراكش، دخلها سنة 1912…..و استقر بالقصر…تمكن الهيبة من أسر مجموعة من الفرنسيين بمراكش، و من بينهم القنصل مكريت Maigret….و بالمقابل كانت القوات الفرنسية تسير رويدا رويدا في اتجاه مراكش قادمة من الشمال بقيادة العقيد مانجان Mangin….أرسل الشيخ الهيبة جيشه لملاقاة الجيش الفرنسي…و أخبر جنوده أن بنادق الفرنسيين و مدافعهم ستتعطل ببنما مدافع الهيبة فستمجد الله…بل كان منهم من يحمل عصي لصرع ” الكفار”…التقت جيوش الفرنسيين و المغاربة في منطقة سيدي بوعثمان حيث دارت فيها معركة لم تستمر إلا هنيهة…فتفرقت جيوش الهيبة شذر مذر بسبب الجهل و الخرافات التي أحاطت بهذه الجيوش…كانت القوات الفرنسية على علم بما تعرض له بعض مواطنيها بمراكش من أسر و إذلال…و حتى لا ينتقم منهم الشيخ الهيبة، أرسلت على وجه السرعة رسائل إلى الشخصيات الكبيرة بمراكش: ( إذا سقطت شعرة من رؤوس مواطنينا، فإن السكان سيقتلون بالسيف، و سيتم تدمير المدينة و القصور، و لن يبقى سوى الخراب، و ستكون العقوبة أشد بحيث يرتعد كل المغرب)…وصلت الرسالة إلى المدينة…بعدها دخلت القوات الفرنسية مراكش بقيادة مانجان…فرت بقايا جيش الهيبة في اتجاه الجنوب…حرر الأسرى الفرنسيون…فعاش الأسرى و عاشت مراكش…

فماذا سيكون مصير مراكش و المراكشيين لو فكر الشيخ الهيبة في الانتقام و قتل الأسرى الفرنسيين و بالمقابل نفذ الجيش الفرنسي وعيده عند دخول المدينة؟ هنا ينتهي التاريخ و يمكن أن يبدأ فن ” الرواية”…