آخر الأخبار

ديمقراطية الولايات المتحدة الأمريكية

يجب ان يكون المرء معاديا بشكل بدائي للولايات المتحدة كي لا يرى في حفل تنصيب بايدن اليوم لحظة ديمقراطية اربكها بالتاكيد التصرف الهمجي لليمين المتطرف في وقت سابق و انانية ترامب، لكنها تبقى لحظة استثنائية.
خطاب الرئيس بايدن كان كذلك خطابا استثنائيا بمهاجمته لدعاة تفوق الجنس الابيض بوضوح غير مسبوق الذي فتح صفحة جديدة شبيهة بتلك التي فتحها لنكولن بمناهضته للعبودية و بما تلى حركة الحقوق المدنية بقيادة مارتن لوثر كينغ. الرئيس ذو الولاية الواحدة بدا بما يتركه عادة الرؤساء للولاية الثانية، وشاء ان يضغط على جرح غائر في جسد المجتمع الامريكي ومهدد للديمقراطية الامريكية وللتعايش. في خطابه انتصار للمواطنة المتاحة للمنحدرين من مختلف الاعراق والديانات والثقافات، بمن فيهم المهاجرين الحديثي العهد بالهجرة الذين تمثلهم هاريس، بعيدا عن منطق الهويات المغلقة والمتحاربة التي اتجهت الى خلق انقسام غير مسبوق مند زمن بعيد بين الامريكيين.
قد لا تعجبنا سياسات امريكا الدولية جزءا او كلا، وقد لا نرى في الراسمالية الامريكية نموذجا صالحا، وقد لا نتقبل الفوارق الصارخة في هذا البلد الغني الذي يعيش جزء كبير من ساكنته في فقر وفي الشارع، لكن ذلك لا يمنع من ابداء الاعجاب بديمقراطية اظهرت حيويتها في معركة انتخابية شدت اليها الانظار عبر العالم في ظروف جائحة.
هذا ارتسام اول، و ستتلوه لا محالة تدوينات بشان العمق، وبالاخص ما يتعلق بالسياسة الدولية لبايدن، رئيس القوة العظمى الاولى في العالم لحد الان، وما يخصنا كمغرب في هذه السياسة.

محمد نجيب كومينة / الرباط