آخر الأخبار

قراءة في كتاب ا”الشعر الإسلامي في المغرب التزامه وفنيته ـ 9 ـ

  • ملاحظة ثانية :

موقف القرآن الكريم  من شعر الرفث :

وردت الكلمة في القرآن مرتين مرة في قوله تعالى ” أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتن لباس لهن “سورة البقرة، الآية 187 وفي قوله تعالى من نفس السورة: “فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج”الآية 197 . ويفسر الطبري الرفث بأنه الجماع أو النكاح، وهو ما يجمع عليه المفسرون، ويشير ابن منظور في لسان العرب بعد إيراده دلالة ومعنى النكاح قائلا والرفث أيضا الفحش من القول وكلام النساء في الجماع. قد يرد الرفث بمعنى الجماع في الغزل على غرار ما جسده امرؤ القيس في معلقته، وقد يرد بمعنى الكلام الفاحش في شعر الهجاء، وفي كلتا الحالتين لا وجود في أدبنا العربي لما يسمى بشعر الرفث، وإنما شعر غزل أو رثاء.

  • ملاحظة ثالثة:

استوقفني في هوامش الكتاب هامشان: الأول في الصفحة 264 الهامش رقم 6، يقول الكاتب “ينظر تحقيق اسمه هل ابن زنباع أو ابن بياع في مقال ابن بياع لا ابن زنباع –د .محمد بن شريفة مجلة المناهل ع22، وأثبتت ابن زنباع لشهرته.

إن التدقيق والتمحيص الذي يرشح به المؤلف من بدايته إلى نهايته في رأيي المتواضع يقتضي الحديث عن ابن بياع لاعن ابن زنباع خاصة وأن التحقيق صادر عن هرم من أهرامات الأدب المغربي هو الدكتور محمد بن شريفة، الذي رجع إلى كل النسخ المخطوطة من الكتاب فوقف على الاسم السليم من التحريف وهو أبو الحسن بن بياع، الأمر الذي أثبتته النسخ المطبوعة من القلائد، كما يشير إلى ذلك الدكتور حسن جلاب في كتابه الدولة المرابطية قضايا وظواهر أدبية. والعنوان المعتمد في القلائد تحقيق الدكتور حسين يوسف خريوش ص695 مكتبة المنار الطبعة الأولى هو: الوزير الفقيه القاضي أبو الحسن بن بياع. هذا من جهة ومن أخرى فإن الهامش إياه يجب أن يحيل على كتاب النبوغ المغربي في الأدب العربي، وليس على المقال المذكور، لأن الترجمة المعتمدة مستمدة منه.

أما الهامش الثاني فقد ورد في الصفحة 273 رقمه 1 يحيل على كتاب قضية الشعر الجديد – د محمد النويهي ص93 وبالرجوع إلى كتاب النويهي الطبعة الثانية فبراير 1971 الصادرة عن دار الفكر لم أعثر في متن الكتاب على ما أورده الكاتب ولم أظفر ببغيتي، فرجعت إلى مسرد المراجع والمصادر لضبط الطبعة ودار النشر فإذا  بالكتاب يسقط  من هذا المسرد، وأفترض أن الكاتب اعتمد طبعة سابقة أسقط منها النويهي هذه العبارة في الطبعة المتوفرة لدي.

وبهذا الأخير كذلك أثار انتباهي كتاب في البنية الإيقاعية للشعر العربي نحو بديل جذري لعروض الخليل ومقدمة في علم الإيقاع المقارن للشاعر والناقد كمال أبو ديب، دار العلم للملايين، بيروت ط:2،1986، لم أعثر على أية إحالة له في الهوامش داخل متن الكتاب. ولم يتم توظيف أية معلومة منه.

إن الطبعة الأولى لهذا الكتاب كانت سنة 1974 ،في حين أن الطبعة الثانية كانت في كانون الثاني /ديسمبر 1981، وليس في سنة 1986 كما يشير الكاتب. ومنذ ذلك التاريخ لم يعد طبع الكتاب لعوامل لا يسعنا المجال هنا لذكرها.