آخر الأخبار

قراءة في كتاب ” الشعر الإسلامي في المغرب التزامه وفنيته ” ـ 8 ـ

نستخلص من المعطيات التاريخية أعلاه أن ما يسمى بالعصر الجاهلي مستمر فنيا وإبداعيا حتى العصر الأموي، فالأخطل لا يزال شاعر قبيلة تغلب، والفرزدق وجرير لا يزالان شاعري تميم، والأغراض الشعرية الثلاثة المدح والهجاء والفخر لا زالت أغرض شعرية جاهلية، واللغويون وفي مقدمتهم المبرد والأصمعي ينعتون الشعراء بالأعراب.

إن من أقوى الأدلة على هذه الاستمرارية هو قصيدة شعرية للفرزدق يعترف فيها بنهجه طرق شعراء العصر الجاهلي، وفيها يقول:

وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا وأبــــــو يـــزيد وذو القروح وجــــــــــــــرول
والفحـــــــل علقمة الـــــــــذي كــــانت لــــــــه حلل الملوك، كـــــــــــــــــــــــــــــلامه لا ينحــــل
وأخــــو بنـــــــــــــــــــي قيـــــــــــــــــس وهـــن قتلـــــــــــــــنه ومهلـــــــهل الشعــــــــــــــــــــــــــــــراء ذاك الأول
والأعشــــــــــــــــــيين كـــــــــــــــــلاهمــــــــــــــا ومــــــــــرقش وأخو قضـــــــــــــاعة قـــــــــــــــــــــــــــــوله يتمـــــثل
وأخو بنـــــــــــــي أســـــــــد،عبيد إذمضـــــــــــــــــى وأبــــــــــــــو دؤاد قولـــــــــــه يتنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــحل
وابنا أبـــــــــــــي ســـــــــــلمى :زهـــــــــــــــــــــــير وابـــــــنـــه وابن الفـــــــــــــــــــــــريعة حين جد المقول
والجعفري وكــــــــــان بشــــــــــــر قبــــــــــــــــــــــــــــــلـــــه لي من قصــــــــــــــــــائده الكتاب المجمل
ولـــــــــقد ورثت لآل أوس منطـــــــــقـــــــــــــــــــــــا كالســــــــــم خـــــــــــــــالط جانبيه الحنظل
والحـــــــــــــــارثي أخو الحمـــــــــــــــــــــاس ورثته صدعا، كما صدع الصفاة المعول

 

النوابغ ثلاثة :النابغة الذبياني (جاهلي)، النابغة الجعدي(مخضرم)، ونابغة بني شيبان (إسلامي)، ذو القروح امرؤالقيس(جاهلي)، جرول الحطيئة(إسلامي) علقمة الفحل(جاهلي)، أخو بني قيس هو طرفة (جاهلي)، والأعشيان: أعشى بني قيس، وهو الأعشى الأكبر(جاهلي)، أعشى باهلة(جاهلي)، زهير(جاهلي )، ابنه كعب (مخضرم)ابن الفريعة هو حسان (مخضرم) الجعفري هو لبيد(جاهلي)، بشر بن أبي خازم(جاهلي )، أوس بن حجر(جاهلي )، الحارثي النجاشي (جاهلي)،أبو دؤاد (جاهلي). بناء عليه نؤكد أن العصر الأدبي إياه قد مر بالمراحل الآتية: مرحلة النشأة، ومرحلة المقطعات، ومرحلة ظهور القصائد، ومرحلة ظهور الإسلام، والعهد الأموي. ونشير إلى أن المرحلتين الأخيرتين عبارة عن مرحلة انتقالية وقع فيها التغيير على صعيد البنيات السياسية، إلا أن الوضع الاجتماعي أو البنية الاجتماعية السائدة بنية اجتماعية قبلية، استمر معها البناء الفني وتقنيات البناء الشكلي إلى حدود ما يمكن تسميته بالعصر الكلاسيكي الأول ما سمي خطأ بالعصر العباسي في المشرق، والمرابطي والموحدي والمريني في المغرب.

إن تسمية المرحلة أو العصر الأدبي بالمرحلة الانتقالية، وهي تسمية تستند للتاريخ الأدبي وليس السياسي كفيلة بنسخ كل المصطلحات المشار إليها في الكتاب على أساس أن تضم لائحة الأغراض الشعرية التقليدية بالإضافة إلى الوصف والغزل والمدح والرثاء والهجاء والفخر كلا من الشعر الديني والشعر الاجتماعي والسياسي والوطني، هذا من جهة ومن أخرى هل تم الحسم في تحقيب تاريخنا الأدبي، لنحسم في النظرية الأدبية، بهدف تجنب سجال سيمتشق كل طرف فيه ما بحوزته من أدوات، وسيكون الخاسر الأكبر هو الشعر بغض النظر عن توصيفه.