آخر الأخبار

قراءة في كتاب ” الشعر الإسلامي في المغرب التزامه وفنيته ” ـ 2 ـ

شحيمة عبد الصادق                                      

الخطاب المقدماتي في كتاب : الشعر الإسلامي في المغرب، التزامه وفنيته، (دراسة نقدية لنماذج من الشعر الإسلامي في المغرب على عهد المرابطين، والموحدين، والمرينيين)

  1. العنوان / المقدمة / الخاتمة:
  2. المنافحة وقناعة الاختيار: (الأدب الإسلامي :المسوغات والأهداف )

لم تكن عنونة الكتاب بالأمر الاعتباطي، أو الخاضع لمحض الصدفة، وإنما نتيجة مرافعة شغلت من حيز الكتاب فصلا بأربعة مباحث، يهمنا منها حضور البعد التاريخي في تناول الكاتب للمصطلح، فالأدب الإسلامي على خلاف ما يعتقد البعض “أطلق على أدب ما يعرف بفترة صدر الإسلام “ص45 وبناء عليه فهو ليس مبتدعا أو مبتكرا، وإن كان المصطلح شأنه شأن مصطلح الأدب العربي من المصطلحات التي ترددت في كتب المستشرقين أواخر القرن التاسع عشر، وبالعودة إلى العلاقة بين المصطلحين يتضح أنه وبعد انتشار الإسلام في العديد من الأصقاع غير العربية، انضافت آداب إسلامية فارسية وتركية وأزدية إلى الآداب الإسلامية، وأصبح الأدب العربي رافدا من روافد الأدب الإسلامي، وجزءا من أجزائه، لا يزاحمه ولا يلغيه، وإنما يلغي ما يتنافى منه والأخلاق، أو يشجع على المنكرات والرذائل، وينال من الأعراض، ويدعو إلى العصبيات “وهذا قليل نسبيا إذا ما قورن بمجموع الخير الذي في الأدب العربي، يقول الكاتب  نقلا عن حبنكة الميداني “فأدب الأمة يصلح بمجموعه أن يكون أدبا إسلاميا، إذا حذفنا منه النصوص التي لا تتفق مع ما يسمح به الإسلام التي ينبغي ألا تدخل تحت عنوان الأدب الإسلامي لا تمثل من أدب المسلمين إلا النسبة الأقل ” ص52 .

لقد قاد البعد التاريخي لتناول المصطلح الكاتب إلى خلاصتين نؤكد على إيرادهما في هذا المدخل وسأنقلهما باللفظ توخيا للأمانة العلمية.

تقول الخلاصة الأولى ” نعم قد يتقلص استعمال هذا المصطلح بعض الشيء، أمام المصطلح الجديد، لعموم هذا الأخير، وخصوصا الأول، ليفسح المجال أمام التقسيم الحقيقي للأدب، الذي يقترح ألا يخرج عن قسمين: “الأدب الإسلامي “، و”الأدب غير الإسلامي. وهو تقسيم واقع،لا يفرضه مجرد الإتيان بمصطلح جديد.”ص54

وتقول الخلاصة الثانية: “وما دأب عليه المستشرقون من تقسيم “تاريخ الأدب “إلى جاهلي، وإسلامي، وأموي، وعباسي وعثماني … فهو تقسيم مرحلة، وليس تقسيم “حالة ” وهو تقسيم خاضع للتقلبات السياسية، لم يضع في الاعتبار معيار الأخلاق والعقيدة والمبادئ. ” نفس الصفحة .

تقتضي الخلاصة الأولى ( إسلامي وغير إسلامي )، بناء على معيار الأخلاق والعقيدة في الثانية، الطرد والتشطيب وعدم الاعتراف بشاعرية وشعرية  كل مبدع شاعر من دائرة الشعر الإسلامي، والتموقع ضمن الدائرة الثانية “دائرة الشعر غير الإسلامي” يقول الكاتب معلقا على مقطع من قصيدة يا وحشة الثأر لبدوي الجبل “أليس هذا القول منافيا لهذه العقيدة، مهدما للأخلاق، باعثا على التمرد، على الخالق، والاستهزاء بقدرته، والدعوة إلى الإشراك به؟ إن مثل هذا الكلام حري أن يلقى بعيدا عن المسلمين وواقعهم، وحياتهم، وحري بأن يصنف في دائرة “الشعر غير الإسلامي” الذي يقوم بينه وبين جمالية الأدب ونبله وطهارته وسموه جدار سميك ” ص55 .