آخر الأخبار

ملامح : الفنانة إحسان الغازي

احسان الغازي :  عنوان المرأة المتحررة  بلون تشكيلي واعد

تعتبر الفنانة التشكيلية إحسان الغازي منبرا جريئا لتجربة فنية و جمعوية عنوانها الجرأة والدفاع عن قيم الحداثة و الانفتاح.  احسان الغازي تميزت مؤخرا بخرجات  اعلامية حول مواضيع مسكوت عنها تدخل ضمن طابوهات المجتمع ومحط تنويه أوانتقاد في وسائط مختلفة.

 خريجة جامعة القاضي عياض بمراكش شعبة القانون الخاص تخصص قانون الأعمال، صوت  يعتبره المراقبون قيمة متميزة في التكامل  و الحس النضالي و كذا في التوعية و التحسيس بمجموعة قضايا مجتمعية لها راهنيتها . تكوينها القانوني وتجربتها في الممارسة الجمعوية عوامل  جعلتها تساهم في دعم الكفاءات الشابة بجهة مراكش أسفي و التي  توجت رفقة أساتذة  و طلبة  بتأسيسها للمركز المغربي للدراسات و الأبحاث و تأهيل الكفاءات. 

 الفنانة التشكيلية و الفاعلة الجمعوية  إ. الغازي تكشف  تجربتها في الفن التعبيري و دفاعها عن المرأة و الطفل  و الكفاءات عبر تكوينها القانوني و حسها الجمعوي خدمة للإنسانية و القيم الكونية والمجتمعية.

 تعتبر إحسان الغازي من بين الطاقات الشابة و التي تساهم في التعريف بقضايا مجتمعية يعتبرها البعض في دائرة المحظور.  خريجة ماستر قانون الأعمال بجامعة القاضي عياض بمراكش و رئيسة المركز المغربي للدراسات و الأبحاث و تأهيل الكفاءات و فنانة تشكيلية ، هذا الأخير جعلها منارة تعبيرية لنبذ العنف و الكراهية تجاه الجنس الآخر على امتدادات مختلفة.

جل المتتبعين يتساءلون عن توجهات و مشاريع المركز المغربي للدراسات و الأبحاث و تأهيل الكفاءات و الذي تعتبر إحسان الغازي رئيسة له.  الغازي تعتبر المركز كمؤسسة تخضع لقوانين وله مشاريع و بالتالي له توجه ينفرد به في سياق مجتمعي عام. اهتماماته تصب أيضا في تنظيم لقاءات و ندوات وورشات حول حقوق الانسان، المرأة  و الطفل و البيئة ومجالات مختلفة تخص التنمية المجالية. فالمركز المغربي للأبحاث و الدراسات و تأهيل الكفاءات يساهم أيضا في تأهيل كفاءات عبر تكوين الطلبة بشراكة مع مؤسسات مهنية و كذا اعادة ادماج المتمدرسين و محاربة الهدر المدرسي و الانفتاح الثقافي. للمركز ايضا برنامج تخص القوافل الطبية بشراكة مع هيئات وطنية في  تخصصات متعددة. و في سياق مساهمته في انعاش الاقتصاد المحلي فالمركز يساهم في تكوين المرأة القروية والحضرية لإنشاء التعاونيات المحلية قصد انعاش الاقتصاد التضامني. أما في ما يخص الشراكات فهي متعددة بمشاريع مشتركة مع جمعيات و هيئات نتقاسم معها توجهنا  اضافة الى هيئات حقوقية و منظمات لها نفس الانشغالات ، أما التمويل لحد الساعة فهو  ذاتي و بمساهمات أعضاءه فقط.

الشخصية الفنية لإحسان الغازي باعتبارها فنانة تشكيلية و عاشقة للألوان بدأت منذ أربعة عشرة سنة كهاوية للفن التشكيلي عبر بورتريهات لشخصيات خصوصا النسائية منها وفق الطقوس  و الأعراف المغربية التقليدية و اللباس المغربي الأصيل  كالحايك و القفطان و المجدول,,,,

المنعطف في هذه المسيرة كان بإعدادية للا حسناء بمراكش حيث اكتشفت أحد الأطر الادارية موهبتها بعد اكتشافها لمقومات الجمالية و الاستتطيقية  للفنانة الصاعدة . بعد توقف مرحلي، استأنفت أعمالها مرة أخرى عبر لوحات فنية معبرة وأكثر جرأة و انغمست في مواضيع الجسد والمرأة و الطبيعة و الجمال بصفة عامة لتصبح اليوم رائدة الفن التعبيري الجريء.

أغلب المهتمين يؤكدون أن اللوحات التي تعدها الغازي تحوم حول انشغالات المرأة المجتمعية و انتظاراتها اضافة الى قيمتها داخل منظومة ذكورية تكرس للأقوى. اضافة الى تقييد منغلق للتقاليد المغربية والصورة النمطية لمجموعة من المفاهيم والايحاءات التي وجب التحرر منها. جرأتها التعبيرية  للوحاتها الفنية تسير باتجاه الجسد  و تقسيماته في لحظات متعددة وكذا مواضيع تشمل  ما هو مسكوت عنه في المجتمع في انتظار انكسار جدار الصمت الذي يغطي النفاق المجتمعي الذي نعيشه. 

و على اعتبار أن لوحات إحسان الغازي هي  لوحات تشكيلية نابعة من قناعاتها الشخصية وعلى اعتبار ان الفن ليس له حدود و هو يعتبر ذوقا تعبيريا بامتياز و يلخص لمعاناة بانسياق نحو المتنفس فحرية التعبير لدى الفنانة  إحسان رهين بمنطلق المعاش المجتمعي و التناقض القيمي كما أن مفهوم ” الاختياري” نابع من قناعة شخصية تتناقض مع المحيط وهذا سبب انغماسها في الجرأة في الابداع. 

إحسان الغازي تعترف أن كل فنان تشكيلي يساير مع معيشه السوسيوثقافي  ، من خلال رسالته التشكيلية،  قيما كونية ملءها التسامح و المساواة والحرية فهي منطلقات كونية و متعارف عليها. فالتعايش اليومي مع الذات و المحيط و الانغماس في زوايا الملاحظة انطلاقا من متناقضات المجتمع الذي نعيشه ، كلها عوامل  نحو اسماع صوت المرأة والطبيعة كمصادر للجمال و بالتالي الانفتاح نحو مجتمع عصري حداثي و حر ومتحرر من نوازع تبدو من الزمن البائد.  رسالتها الأقوى أنها امرأة حرة متحررة بتعبيرها الفني ومنفتحة في عملها الجمعوي و مشروعها في الحياة وفق القاعدة المجتمعية العامة.

ختاما،  احسان الغازي كفاعلة جمعوية  و فنانة تشكيلية تطمح بالمرأة المغربية للوصول إلى المثالية  بشخصية قادرة على اتخاذ مواقف جريئة و معتمدة على مقوماتها الفكرية اضافة الى تحررها من انساق الاستعباد و التخلف نحو مشروع مجتمعي متطور و منفتح و كذا متطور بعيدا عن ثقافة  “الناس”  و بلوكاج  ” الحشومة”. فحلم كل امرأة في مجتمعاتنا الراهنة مرهون  بالعلم والمعرفة و الاستقرار المهني  ضمانا للكفاءة المتوخاة وبالتالي اشراكها في اتخاذ القرار في جل انشغالات المجتمع.

هشام البومسهولي