آخر الأخبار

استمرار التوتر بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية

اشتدت حالة التوثر و الاحتقان بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والطلبة المهندسين، بعدما عمد الطلبة المحتجون، منذ الأربعاء الماضي، إلى مقاطعة الدروس وخوض إضراب عام، تسبب في شل المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية “ ENSA ” بمدن فاس وطنجة وتطوان والقنيطرة وخريبكة والجديدة وبرشيد ومراكش وبني ملال وأكادير وآسفي و الحسيمة.

وردا على صمت الوزارة و تجاهلها، هدد الطلبة بمواصلة أشكالهم الاحتجاجية، خلال الأسبوع الجاري، لممارسة مزيد من الضغط عليها للجلوس معهم إلى طاولة الحوار، وفتح ملف إصلاح منظومة التكوين والبحث العلمي بمدارس العلوم التطبيقية للمهندسين.

وأفاد مصدر مقرب من المحتجين، أن احتجاج طلبة هذه المدارس بمختلف المدن التي أحدثت بها مدارس “إينسا”، جاء للتعبيرا عن حالة الغضب الشديد والقلق المتزايد على مستقبل التكوين للمهندس المغربي بالمدارس الوطنية للعلوم التطبيقية، بعدما اختارت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي طريق إغراق الجهات بالمدارس التطبيقية بدون مراعاة شروط وجودة التكوين العلمي والتطبيقي”، في إشارة  إلى اعتزام الوزارة  إحداث مدرسيتين جديدتين للعلوم التطبيقية بكل من مدينتي مكناس وسيدي إفني.

وأضاف المصدر ذاته ، أن “مدارس العلوم التطبيقية بمدن فاس وطنجة وتطوان والقنيطرة وخريبكة والجديدة وبرشيد ومراكش وبني ملال وأكادير وآسفي والحسيمة، تفتقر إلى البنيات التحتية والأدوات التكنولوجية والعلمية لتكوين مهندس دولة بكفاءة عالية”.

وشدد المصدر المذكور، على أن هذه المدارس تعاني من خصاص كبير في أقسام الأعمال التطبيقية، خصوصا في بني ملال وبرشيد، علاوة على غياب الأقسام الداخلية التي كان بإمكانها أن تحل معضلة التكوين الحضوري في ظل جائحة كورونا”.

هذا وتعيش كل المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية بمختلف جهات المغرب على إيقاع الاحتجاج، حيث نفذ الطلبة المهندسون إضرابهم العام ومقاطعة الدروس منذ يوم الأربعاء الماضي، بالتزامن مع وقفات احتجاجية داخل مدارسهم، إذ رفعوا شعارات مناوئة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التي اتهموها بإغراق الجهات بشكل عشوائي،  بمدارس وطنية جديدة للعلوم التطبيقية، هذا في الوقت الذي تعاني فيه المدرسة المحدثة سابقا من خصاص في أبسط الشروط والضوابط الأساسية لتكوين مهندس الغد، القادر على ولوج سوق الشغل ومواكبة التحديات الاقتصادية الوطنية والعالمية، فيما انتقدت بقية الشعارات قرارات وزارة أمزازي الأخيرة؛ منها الرفع من عدد المقاعد المفتوحة في وجه الطلبة الجدد برسم سنة 2020-2021، حيث طالبوا الوزارة بعودة اعتماد الاختبار الكتابي للولوج، بعدما حذفته الوزارة مكتفية بالاختبار الشفوي.

وطالب بلاغ التنسيقية الوطنية لطلبة مدارس العلوم التطبيقية بالمغرب”، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بإشراكها في بلورة استراتيجية حقيقية، كفيلة بالنهوض بالتكوين الهندسي في المغرب بصفة عامة، وفي المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بصفة خاصة، كما عبرت، في البلاغ ذاته عن “رفضها التام والقاطع للإنشاء العشوائي وغير المدروس لأي مدرسة جديدة تضاف إلى لائحة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية الموجودة بـ13 مدينة بمختلف جهات المغرب”، حيث طالب بخصوصها الطلبة المهندسون وزارة أمزازي بتوجيه الميزانية المرصودة لإحداث مدارس جديدة إلى الرفع من جودة التكوين بالمدارس الحالية، وتجهيزها بكل متطلباتها العلمية والتكنولوجية، وحجتهم على ذلك عدم توفر بعض المدارس المفتوحة مؤخرا، خصوصا في بني ملال وبرشيد، على مقرات خاصة بها، حيث تم إدماج المدرستين بمقر المدرسية العليا للتكنولوجيا، وهو ما أدى، بحسب بلاغ التنسيقية، إلى إدماج الدبلوم الجامعي للتكنولوجيا “DUT” مع دبلوم مهندس دولة، الذي تصدره المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية ENSA، وهو الإدماج الذي سبق للطبلة المهندسين أن خاضوا حوله معارك لإسقاط مرسوم في عهد وزير التعليم العالي السابق لحسن الداودي، الذي تم التراجع عنه تحت ضغط الاحتجاجات في نونبر 2016، بعدما قضى بدمج مدارسهم مع كليات العلوم والتقنيات والمدارس العليا للتكنولوجيا في مدارس موحدة تحمل اسم “البوليتكنيك”.

ويذكر أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي فتحت، خلال الموسم الجامعي الحالي 2020-2021، طبقا للمذكرة رقم 01-218 الصادرة بتاريخ 22 يونيو الماضي، في شأن ولوج المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية “إينسا”، ما مجموعه 4360 مقعدا جديدا وزعت على مدارس مدن فاس وطنجة وتطوان والقنيطرة وخريبكة والجديدة وبرشيد ومراكش وبني ملال وأكادير وآسفي والحسيمة، حيث خصصت لأقسام السنة الأولى 3510 مقاعد؛ حجزت منها نسبة 5 % لفائدة الطلبة الأجانب غير المقيمين بالمغرب، فيما فتحت بالسنتين الثالثة والرابعة 850 مقعدا جديدا.

كما اعتمدت الوزارة، لأول مرة في تدبير مسطرة التوجيه لولوج المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية، على منصة القبول الإلكتروني الموحد لحملة البكالوريا في المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المحدود.