آخر الأخبار

انقلاب عن الوعود و تراجع عن الالتزامات

توضيح:
رحمك الله يا خليفة المسلمين عمر بن الخطاب القائل، و هو على المنبر: “من رأى منكم فيَ اعوجاجا فليقومني”.
التف مليون و 400 ألف مغربي( من بين أكثر من 34 مليون مغربي) انتخبوا جماعة ” البيجيدي” بينما كان الباقون من المغاربة يترقبون، يحدوهم الأمل في نجاح و تحقيق وعود الإصلاحات و القضاء على الفساد و توزيع الثروة و إعادة الاعتبار إلى التعليم و الصحة و العدالة …و كرامة المواطن المغربي….غير أن أصحاب المرجعية الدينية، كما يدعون، انقلبوا و تراجعوا عن وعودهم 180° في وقت ناضل فيه المغاربة و قدموا الثمن حتى تغير الدستور الذي فتح، في مضمونه، الباب أمام الحريات أمام البرلمان، و وسعت اختصاصات و اطلقت يد رئيس الحكومة…إلا أننا لاحظنا تراجعا خطيرا حتى على ما كان قبل وصول الجماعة الإسلامية التي ابانت عن ضعفهم و أميتهم في تسيير الشأن العام و كذا تدبير الأزمات و المحافظة على مالية الشعب التي تؤكد تقارير السيد جطو نهبها و سرقتها و تبديدها بين البرلمانيين و الوزراء و المجالس و…و… إضافة إلى حماية الفساد و المفسدين مقابل التضييق على طبقات الشعب و تعميق فقر الفقراء و توسيع عددهم.
أجدد القول بأن المغاربة، بما فيهم الذين قاطعوا الانتخابات، كانوا ينتظرون التغيير نحو الأحسن لصالح الشعب و حرياته و كرامته.
و المفارقة، هي أن الذباب الالكتروني للبيجيدي (الذي يتساقط كذباب ” ابلوح” كما نقول في مراكش،) يغمضون أعينهم عن الحقائق الواضحة للعيان و التي يحس بها كل مواطن لا يستفيد من الوضع بريع أو منصب غير مستحق أو امتياز مقابل دفاعه أو سكوته!
نكرر أن هذا الذباب لا يفرق بين النقد و الحقد.
إن المغاربة يحاسبون جماعة البيجيدي على طريقة تسييرهم التي تتنافى مع وعودهم الانتخابية التي كانت ستقطع مع الممارسات و طريقة تدبير الشأن العام التي كانت تقوم بها الحكومات السابقة التي كانت تعين، ليس بناء على نتائج الانتخابات أو الأغلبية و التي كان ينسق عملها وزير أول و ليس رئيسا له صلاحيات أوسع.
الخلاصة
كنا، كمغاربة، ننتظر التغيير و ليس التبرير.
كنا ننتظر ان يستغل “البيجيدي” نقد ملايين المواطنين لتقويتهم و لفرض الإصلاح.
كنا و كنا و كنا، لكن ضعفهم زاد ضعفا و أميتهم السياسية و التدبيرية زادت حتى أننا فقدناهم و لم نعد نراهم أو نسمعهم إلا قليلا. و حين يظهرون، فلنسمع:” ما في راسيش” ليست لنا رؤيا أو موقف او استراتيجية… ” أو، في احسن الاحوال/اكفسها، اتخاد قرار لا علاقة له بالمنطق. و جائحة كورونا كشفت كل المستور.
المهم: كان المغاربة ينتظرون نجاح جماعة البيجيدي، فاغتالت البيجيدي آمال المغاربة و ربما انهت مستقبلها بأيديها؟

عبد العزيز الحوري