آخر الأخبار

معاناة سكان دوار حاحا مع ندوة المياه

تعاني ساكنة دوار حاحا أسكجور والمعصرة من انقطاع تام للماء منذ أسابيع؛ ارتفعت حدته مع موجة الحرارة التي تضرب مراكش ما تسبب في غليان مجتمعي، فالانقطاع التام للماء و الحرارة التي تجاوز 42 درجة في المعدل المتوسط بمراكش فاقما معاناة الساكنة.

انقطاع واجهه المسؤولون المحليون بآذان صماء وتجاهل كامل؛ ولم لا وهم مشغولون بإحداث سوق عشوائي غير قانوني -وهم المكلفون بإنفاذ القانون يا للعجائب- بينما يتجاهلون المشاكل الحقيقية التي تحتاج إلى حلول عاجلة وناجعة وعلى رأسها انقطاع الماء في هذا الحر؛ ما اضطر الساكنة للاحتجاج على هذا التجاهل الغير مبرر والتعتيم المقصود على معاناتهم.
احتجاج كان ينبغي أن يدفع المسؤولين للبحث عن حلول عاجلة لهذا المشكل الذي يعطل صيرورة الحياة الطبيعية للناس، لكن المسؤولين المحليين -ماشاء الله- مبدعون غاية الإبداع في رفع الاحتقان المجتمعي إلى أقصى حد؛ ولديهم موهبة الشطط في استعمال السلطة لا تحتاج إلى صقل؛ فقد أظهروا مهارة متناهية في هذا .

فبدل أن يناقش قائد الملحقة الإدارية أسكجور هذا المشكل العويص مع المحتجين قام -باستغلال منصبه الذي يعطيه حق الضبطية القضائية- فأمر باعتقال امرأة مطلقة وأم لأربعة أطفال لأن أسلوبها في الحديث والاحتجاج لم يعجب -معالي القايد- في أسلوب أمني عفا عليه الزمن يراد له من المسؤوليين المحليين أن يعود مرة أخرى لينتصر على المقاربة المؤسساتية والقانونية التي ينهجها ويوصي بها صاحب الجلالة-نصره الله- .

يذكر أن هذه السيدة رغم حالتها الإنسانية الصعبة ورغم أنها كانت تمارس حقها الدستوري الطبيعي في التعبير عن رأيها كما ينص عليه الفصل 25 من الدستور؛ ورغم أنها كانت تطالب بحقوقها المنصوص عليها في دستور صاحب الجلالة فقد تم اعتقالها وإيداعها سجن لوداية بمراكش.
اعتقال تعسفي يؤكد أن مسار المسؤولين المحليين لا يزال يصطدم بشكل مباشر مع توجيهات وتعليمات -مقام السدة العالية بالله مولانا أمير المؤمنين نصره الله وأيده- الذي ما زال يؤكد كلما سنحت الفرصة على أن إصلاح الإدارة منوط بتغيير السلوكيات والعقليات.(من خطاب صاحب الجلالة أمام البرلمان في افتتاح الدورة التشريعية الأولى من الولاية العاشرة)
إن هذا الأسلوب الأمني العنيف في التعامل مع مشكل حياتي يكدر معيشة الناس -كانقطاع الماء في هذا الحر- ليسهم في زيادة الاحتقان في المجتمع والقطيعة بين المواطن والمسؤول ويقوض مجهودات وتوجيهات صاحب الجلالة التي ما فتئ يؤكد عليها – كتقريب الإدارة من المواطن إلخ..-
فمتى تقترب هذه الإدارة من المواطن إن لم تفعل هذا في أزمة العطش التي ينبغي أن نكون قد قطعنا معها منذ زمن ..؟!
إنه من العار أن نتحدث عن رقمنة الإدارة العمومية وصناعة السيارات والطائرات ونحن ما زلنا عاجزين عن توصيل قطرة ماء للمواطن المغربي.

(عطشان من دوار حاحا المعصرة)