آخر الأخبار

الإحجام عن الأداء للمؤسسات الخصوصية رهن النجاعة التعلمية عن بعد

ليس لأسر تلامذة التعليم الخصوصي في المغرب لا أن يحجموا عن أداء الأقساط الشهرية لواجبات التعليم عن بعد للفصل الاخير من الموسم الدراسي ولا أن يذعنوا، وما يزال شوط حاسم للمدرسة المغربية من أجل ربح رهان الاقسام الافتراضية في ظل جائحة كوفيد-19 وكسب تحدي النجاح للتلاميذ المقبلين على الامتحانات خلال اسابيع قليلة.

عاصفة في فنجان

ولا غرو إذا هبت أسر التلامذة للوفاء بالتزاماتها المالية تجاه مؤسسات تعليم أبنائها وأداء الاقساط في إطار تفاهمات وتوافقات مراعية للوضعية الاقتصادية العامة في بلادنا على مدى الشهور الاخيرة، إذ تزف مؤسسات التعليم الخصوصي لهذه الاسر بشرى النجاح بامتياز لبناتهم وأبنائهم وتبددت كل فقاعات الانفعال والتوتر العاصف الذي تجري رياحه في فنجان.

وما كان لكل ردود الأفعال المعبر عنها والتي ملأت أحيازا واسعة من وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أن تبلغ هذا الزخم من الانفعال والتوتر من كل الأطراف المعنية لو تم التحلي بقليل من الصبر والالتزام المهني بالمسؤولية التربوية ومراعاة حق المتعلم الدستوري والإنساني أولا، لاستكمال تعلماته التي تؤهله للاستحقاق الاشهادي.والانتقال الى مستويات التعليم الاعلى، وكذا التوفر على بعض الحس السياسي الرصين لدى بعض الاطراف الحكومية التي أطلقت اللسان على عواهنه باتهامات رخيصة في حق المؤسسات الخصوصية للتعليم.

الرأسمال البشري أولا وفي المقدمة

أوَ ليس كل ما يطلبه أمهات وآباء المتعلمين في المؤسسات الخصوصية، بعض التفهم وقليلا من التضامن وإشراكا في المجهود التربوي المنجز وإحاطة به واقتناعا بجدواه، لضمان التميز في النجاح لفلذات الكبد والاطمئنان للمردودية التعلمية في القادم من مستويات التعليم.

وإن أكثر مؤسسات التعليم الخصوصي لم تحرص على مصلحة الأطفال والمراهقين من أجيال الغد في التعليم أشد ما حرصت أولا على تأمين حقوقها المالية وبطرق لم تطرد الجبن الساكن في الرأسمال الاستثماري ولم تتحايل بها على الجشع والابتزازالمتحكم في بعض عقليات التدبير والتسيير لهذه المؤسسات.

وهرولت كثير من هذه المؤسسات المنفلتة من الإطارات التنظيمية الوطنية والجهوية، نحو الاستخلاص السريع لأقساط شهور أبريل.ومايو ويونيو من أسر واقعة تحت الضغط النفسي والاجتماعي والاقتصادي للحجر الصحي المفروض بسبب كورونا مضطرة ربما لذلك بسبب المواقف غير الحاسمة في الموضوع للجهة الحكومية الوصية عن القطاع وتحت طائلة تصريحات عضوين في الحكومة امام البرلمان بشأن اتهام مؤسسات للتعليم الخصوصي ومصحات خاصة بالاستفادة غير المستحقة من صندوق الدعم الاقتصادي للمتضررين من الجائحة.

أبناء عبد الواحد ليسوا كلهم واحد

فيما ظلت مؤسسات مماثلة أخرى ( مؤسسة العمراني في مراكش نموذجا) وفية لمواطَنَتها حيث قاربت 10 آلاف إنجاز لدروس مصورة مبتوتة بتقنيات الفيديو عالية الدقة مصممة خصيصا في إطار منصة إلكترونية تعليمية للتواصل التربوي بين التلاميذ ومدرسيهم من جهة وبين الأولياء وإدارة المؤسسة من جهة أخرى وذلك بتكلفة استثمارية لا تجعل الربح أولوية قبل ربح رهان مدرسة النجاح والمدرسة الدامجة؛

وانخرطت في اجواء التعبئة الوطنية بالأداء الشهري المتواتر للرواتب الجارية  للأطر الإدارية والتربوية العاملة بهذه المؤسسات وكذا تقديم مساهمتها لصندوق الدعم الاقتصادي لجائحة كورونا من هامش ربحها الصافي بنسب مائوية مع فسح الاكتتاب الطوعي للأجراء بحسب الأريحية مع الالتزام الاجتماعي التضامني مع أسر التلامذة المنتسبين وأولياء أمورهم في ظل الحجر الصحي وحالة الطوارئ المفروضة بإرجاء الحديث عن أداء الأقساط الشهرية  إضافة إلى اقتراح دراسة ملفات المتضررين من الجائحة بالنظر لوضعياتهم وما يقدمونه من إثباتات في أفق الإعفاء الكلي أو الجزئي من الواجبات.

 

بين الأسر والمؤسسات الخصوصية: حقوق وواجبات

وأما ما كان من المواقف المتعصبة ضد الأداء لفائدة مؤسسات التعليم الخصوصية عن شهور أبريل ومايو ويونيو فليس من مبرر من جانب المدبرين التربويين والمستثمرين في هذا القطاع للانشغال به عن إتمام رسالتهم التربوية وتجويد أدائهم وتدارك ما فات من تعلمات بعدئذ يتم رفع الحجر الصحي وتخفيف اجراءات حالة الطوارئ.

فما يزال كما على أسر المتعلمين عبء الأداء، على المؤسسات الخصوصية الوفاء ببقية الالتزامات لاسيما بالتعليم عن بعد الذي لم يكن مطلبا ملحا بكمال إنجازه وتمام أهدافه في أول تجربة إطلاق وعند التمرين الميداني المفاجئ ببلادنا في ظل جائحة وباء عالمي داهم، ولكنه رهان مسؤول وتحدي واقعي لم يكن لمؤسسات تعليمية يفترض أن إمكانياتها ومؤهلاتها المادية هي ما جعل منها بالأساس عنصر جذب واستقطاب منافس للمدرسة العمومية ان تتملص من جودة تنفيذه تحت اي مبرر.

الحوار ثم الحوار لتبديد الشكوك ورفع الاتهام

وليس من شك في قدرة أرباب مؤسسات التعليم الخصوصي وأمهات وآباء وأولياء أمور تلامذتها على التوصل في إطار حوار مؤسساتي هادئ ورصين لحلول توافقية فيما اختلفوا بشأنه ضمن ظروف مضغوطة بالحالة النفسية والوضعيات الاجتماعية والاقتصادية والتناور لأطراف تجعل القطاع طاحونة الصراع لأجل مصالح فئوية بحسابات سياسوية ضيقة.

وحق في هذا الحوار تبديد الشكوك لدى الأسر كما الرأي العام حول النجاعة التربوية التعليمية للأقسام الافتراضية والتعليم عن بعد وما اتصل بذلك من إتمام المقررات الدراسية في ظل تزاحم الحصص الدراسية باليوم او تقليصها في الاسبوع والقيام بها في ظروف استبعدت التفاعل التربوي بين المدرسين والمتعلمين وتوسلت بمنصات غير مؤهلة تقنيا لإطلاق النماذج الناجحة للتعليم عن بعد.

كما حق رفع الاتهام عن مؤسسات التعليم الخصوصية بالجشع والابتزازالمدعوم بما تم الادعاء انه غبن في حق أجراء القطاع الذين فرضت عليهم المؤسسات التي يعملون فيها الخصم من الرواتب الهزيلة أصلا وأجبرتهم على الاقتطاع منها بنسب معينة لفائدة التبرع لصندوق التضامن ضد كوفيد-19 باسم المؤسسات المشغلة.

لا تنسوا الفضل بينكم !

وسيكون الرضى والثناء الذي نالته جهود التربويين من القطاع العمومي او القطاع الخصوصي شفيعا لهذا الحوار عشية إجراء امتحانات البكالوريا مطلع الشهر القادم في إطار تضامن مجتمعي لتطويق الجائحة تكافلت فيه كل الفئات بوطنية صادقة وبحس إنساني رفيع وبحماس شديد لا يمكن إغفال شكره وحمده سواء في التبرعات المالية والعينية السخية أو التعبئة الشاملة أو اليقظة المتوثبة أو الالتزام المنضبطالذي كان لاسرة التعليم السبق فيه.

عبد الواحد الطالبي