آخر الأخبار

كرة السلة و الرياضة بسلا

تتبعت باهتمام كبير عن طريق الصدفة استضافة قناة (الميادين) اللبنانية للسيد سعيد بوزيدي مدرب الجمعية الرياضية السلاوية لكرة السلة (ASS) على هامش احتضان مدينة بيروث للبطولة العربية للأندية البطلة لكرة السلة من 1 الى 12 أكتوبر 2018 التي تواصلت إقامة الفريق السلاوي بمدينة جبال وشجر الأرز بيروث الى غاية 22 من الشهر قصد المشاركة في دوري حسام الدين الحريري ، من أبرز وانجح أبناء آل الحريري اللبنانية العريقة رفيق الحريري الذي بدأ حياته المهنية معلما ليتحول انطلاقا من السعودية الى رجل مال وأعمال ناجح ليصبح لاحقا رجل دولة ترأس عدة حكومات لبنانية ، أعاد رفيق الحريري بناء مرافق كثيرة ببيروت التي دمرتها الحرب الأهلية التي اندلعت سنة 1975 واستمرت إلى عام 1990 بعدما خلفت ما يقارب 250.000 قتيل قبل اغتياله بسيارة مفخخة يوم 14 فبراير 2005 وهو آنذاك رئيس للحكومة اللبنانية بعدما ولد يوم 1 نونبر 1944 بمدينة صيدا بجنوب لبنان . مشاركة الجمعية في دوري الحريري ستمكنها من خوض مزيد من المباريات الرسمية الهامة استعدادا للدخول المباشر في غمار البطولة الوطنية لكرة السلة لهذا الموسم المقرر انطلاقها يوم 17 نونبر
يسعدني ان أعبر بكل فخر واعتزاز عن النخوة التي غمرتني وشعرت بها وأنا أتابع عبر شاشة مهنية وذات مصداقية مداخلة السيد سعيد بوزيدي القيمة في موضوع كرة السلة على المستوى الوطني والعربي والإفريقي بتمكن خبير وطلاقة أستاذ ومهنية محترف وموضوعية واثق.
سعيد بوزيدي رياضي يشرف رياضة المثقفين تحليلا وتدريبا واخلاقا وتمثيلا لمدينته سلا ولوطنه المغرب.
هنيئا لجمعية سلا بأبنائها المتميزين وشكرا للمدرب الذي لا يعرف ما يسمى لغة الخشب الطاغية والبكاء أو النعيق الذي يجيده كثيرون ممن يسمون انفسهم اليوم بتطفل واضح محللين . الجمعية الرياضية السلاوية ظلت نازحة رغما عنها في ضيافة حاتمية من قاعة عبد الله إبن ياسين بالرباط لمدة 17عاما عندما قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة إجراء مباريات فرق القسم الوطني الأول لكرة السلة بالقاعات التي كانت محسوبة على رؤوس الأصابع.
كان الفريق يجري حصتين من تداريبه الأسبوعية بمعهد مولاي رشيد للرياضة بالمعمورة على بعد حوالي 15 كلم إلى الشرق من مدينة سلا لمدة سنوات طويلة . ومما يحكى عن معاناة الجمعية الرياضية السلاوية لتدوير زوايا الممارسة مستملحة مفادها ان لاعبي الفربق ظلوا يستحمون بحمام الشرقاوي المعروف بحي بطانة بسلا الى أن بلغت فاتورة الإستحمام خلال أحد المواسم الرياضية حوالي 15 الف درهم وذلك لما تعطلت حمامات المعهد الذي كان يشكو بدوره آنذاك من مركزية التدبير المالي ولو على بعد كيلومترات من العاصمة ( يتدربون بمعهد مولاي رشيد ، يستحمون بحمام الشرقاوي ويتبارون بقاعة عبد الله ابن ياسين بالرباط) .
لكم أن تتصوروا الصعوبات الجمة التي كانت تعترض الرياضيين وخاصة الطلبة منهم من ضعف التمويل الى غياب وسائل النقل مرورا بمشاكل التمدرس وصولا إلى اعلام غير مبال وبدون احترافية أو تخصص .
نتذكر بكل الخير والشكر والامتنان بهذه المناسبة السانحة أخوين رياضيين عزيزين تناوبا على إدارة قاعة عبد الله بن ياسين السيدين عبد الغني الكتاني متخصص في كرة السلة ومحمد جراوس متخصص في الكرة الطائرة وطاقمهما المكون من بضع نسوة ورجال ولكن بتفان وجدية وانضباط لا مثيل له. لا يمكن ان ننسى بهذه المناسبة كذلك مدير نفس القاعة الصديق الوديع احمد الشراي الذي التحق بمعهد مولاي رشيد وتخرج منه مفتشا ليتم تعيينه لاحقا مندوبا إقليميا لوزارة الشبيبة والرياضة ، فإليهم والى جميع أطر وزارة الشباب والرياضة نتوجه بالتحية والتقدير الصادق .
قاعة ابن ياسين كانت ولا تزال تشكل مفخرة للرياضة ببلادنا ، قاعة تضم في كل ركن من اركان جنباتها عبق تاريخ كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة والرياضتين المدرسية والجامعية على الخصوص ، إنها تستحق أكثر من مقال او التفاتة حميمية لا تسمح هذه المناسبة بالخوض في ذلك بعجالة لا تفي الموضوع مراده ، وكذلك الحديث عن مطعم الوزاني الشهير محتضن اكبر الرياضيين المغاربة والدوليين والكثير من قناصي الأخبار والإشاعات من الصحفيين من كل أرجاء المغرب (يقال أن من لم يحتس حريرة الوزاني كأنه ليس رباطيا أو لم يزر قط مدينة الرباط). على بعد امتار من القاعة المعلمة يوجد المركز الرياضي الوطني للجيش الملكي بإنجاز فروعه المتعددة المشرفة الرائعة وأبطاله الخالدين عبر عقود ، يؤتث المكان كذلك ملعب البريد للريكبي وكرة القدم . إيه يا زمان إيه يا رجال. تشدني الى كرة السلة ممارستي الميدانية لها لسنوات بمراكش والجزائر العاصمة واقتادتني الى مدينة سلا مناسبة مشاركة بعض أبنائها ضمن المنتخب الوطني في بطولات العالم الجامعية لهذه اللعبة الأنيقة التي كان الفريق السلاوي يعزز بهم منتخبنا الوطني الجامعي باجود عناصره في زمن لم تكن فيه للقراصنة قاعة للرياضات الجماعية وخاصة عندما كنا نستعد للمشاركة في دورة BUFALLO الجامعية بولاية نيويورك سنة 1993 الذي أشرف على تدريبه استاذ التربية البدنية والرياضة لاعب كرة السلة المتميز عبد الرحيم اوركيس شقيق اللاعب الدولي الكبير المرحوم عبد الرزاق اوركيس الذي احترف ببلجيكا بمساعدة الاستاذ عبد الناصر بنغموش المدرب والحكم السلاوي .
الحديث عن الرجل سعيد بوزيدي يقودنا إلى الحديث عن بعض رجال مدينة سلا الرياضيين والإعلاميين في ميدان كرة السلة منهم القيدوم عبد اللطيف عواد الأستاذ والحكم والمدرب ، المرحوم فتح الله البوعزاوي الأستاذ والمدرب والحكم واللاعب الدولي الذي شارك في دورة مكسيكو الأولمبية لسنة 1968 بالإضافة إلى ممارسته للتدريب بدولة الإمارات ، المسؤول الكبير احمد السبيطي، رجل الأعمال نور الدين بن عبد النبي الرئيس السابق للجامعة الملكية المغربية لكرة السلة ، الحكم الدولي والمسير محمد الوردي ، الحكم الدولي عبد السلام العياشي .
رياضة أخرى لا يقل رجالها شموخا وتألقا عن رجال كرة السلة نذكر من بينهم الأستاذ واللاعب الدولي محمد ليديدي، المرحوم محمد نصيري ، الاستاذ والمسير عبد الحق النجار، المسير المرحوم محمد الشدادي، الدولي مصطفى الضريف وإخوانه ، السيدان منجي وعبدالله الحسوني، المسير ادريس الجفال، المسير محمد بلمودن (النهيريوي مؤسس الأولمبيك السلاوي بمعية المرحوم محمد نصيري) بالإضافة الى الحكم الدولي عبد اللطيف الكوش ورضوان الفاسي وغيرهم.
اما على مستوى الإعلام الرياضي فلا يمكن مغادرة مدينة سلا دون الحديث عن ثلة من الإعلاميين المرموقين الذين ابلوا البلاء الحسن في ميدان يشكو من سنوات عجاف من بيهم السيد بدر الدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية (AMPS). الصديق الأستاذ محمد صباري المهوس بكرة السلة والريال المذبذب حاليا ، الصديق الوفي امحمد الجفال صحفي بجريدة المنتخب ، الصديق البارع عادل العلوي صحفي بالإذاعة الوطنية، الوفي بوشعيب بغادى وآخرون دون أن انسى واحدا من اعز الأصدقاء اسمه المهدي ابراهيم عصامي إعلامي رياضي آخر احتضنته المدينة المضيافة كأهلها واستقر. بها بعدما طاب له المقام .
من الطبيعي أن يشدني الحنين العاطفي إلى الرياضة بصفة عامة وكرة السلة بصفة خاصة كلما أثير الحديث حول هذه الرياضة باعتبارها لا تلقن في الشارع أو بواسطة كرات من القماش.
شكرا لك السيد سعيد بوزيدي فقد دفعتني راضيا الي استعادة إحساس لم يفارقني قط، من شب على شيئ شاب عليه.
شكرا كذلك لاصدقائي الآخرين الكثيرين من أهل مدينة سلا الأوفياء.

الحسين بوهروال

مراكش 14 أكتوبر 2019