وجه المستشار البرلماني عبد الرحمن وافا سؤالا كتابيا إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار حول دعم مرصد أوكايمدن الفلكي لتعزيز إشعاعه العلمي الدولي، جاء فيه : ” يُعد مرصد أوكايمدن الفلكي، التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، أحد المراكز العلمية الرائدة على المستويين الإقليمي والدولي، حيث تمكن بفضل تجهيزاته المتطورة وكفاءاته العلمية، من تحقيق سلسلة من الإنجازات المرموقة التي ساهمت في تعزيز حضور المغرب في مجال البحث العلمي الفضائي.
وقد ساهم المرصد سنة 2022، في إطار تعاون دولي شمل كبريات التلسكوبات العالمية، في رصد أقوى انفجار لأشعة “غاما” تم تسجيله على الإطلاق.
كما شارك سنة 2024 في اكتشاف كوكب خارجي أُطلق عليه اسم “SPECULOOS-3b”، يتميز بحجمه المماثل للأرض ويدور حول نجم قزم فائق البرودة، فاتحا بذلك آفاقا جديدة أمام البحث عن الحياة خارج النظام الشمسي.
وسبق للمرصد أن ساهم في سنة 2023 في دراسة علمية نشرتها مجلة Nature العالمية، تتعلق باكتشاف حلقات حول الجسم العابر لنبتون “Quaoar”، وهو إنجاز علمي نادر سيساهم في تطوير الفهم النظري لتشكل الحلقات حول الأجرام السماوية. كما يعود له فضل اكتشاف الكويكب الثنائي “2017 YE5” سنة 2017، الذي يتميز بكونه مكونا من جسمين متماثلين في الكتلة، وهو اكتشاف نادر ساعد على توسيع المدارك العلمية حول طبيعة الكويكبات في الفضاء.
كما ساهم المرصد بفعالية في اكتشاف النظام الكوكبي TRAPPIST-1، الذي يضم سبعة كواكب صخرية، يقع بعضها في المنطقة القابلة للحياة، ما جعله محور اهتمام دولي كبير في مجال البحث عن الحياة خارج الأرض.
وعلى صعيد البنية التحتية، يتوفر مرصد أوكايمدن على تلسكوبات متطورة مثل “TRAPPIST-North” و”MOSS”، ويساهم ضمن شبكة OWL-Net لمراقبة الحطام الفضائي والأجسام القريبة من الأرض، مما يعزز من مساهماته في مراقبة الفضاء وتأمينه. كما يمثل المرصد منصة مهمة للتعاون الدولي عبر تنظيمه المنتظم للمدرسة الدولية لعلم الفلك (OISA)، التي تستقبل باحثين وطلبة من مختلف أنحاء العالم لتبادل المعارف وتعزيز الكفاءات العلمية في مجالي الفلك والفيزياء الفلكية.
وفي إطار توسيع إشعاعه العلمي والتربوي، أطلق المرصد خلال شهر ابريل الجاري بمراكش النسخة الأولى من أولمبياد علم الفلك ، تحت شعار “علم الفلك يلهم أحلامنا”.
ويهدف هذا الحدث الأول من نوعه إلى نشر الثقافة العلمية، وتعزيز الفضول العلمي والتميز الأكاديمي لدى طلبة جامعة القاضي عياض وتحفيز التفكير النقدي والإبداعي لدى الشباب بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للمشاركين لاختبار معارفهم وتوسيع مداركهم في مجال علم الفلك.
وفي ضوء هذه الإنجازات المعتبرة والدور العلمي المتنامي الذي يلعبه المرصد، خصوصا في ظل المنافسة الدولية الشديدة مع دول صاعدة مثل الهند، التي استطاعت بفضل استثماراتها الضخمة أن تحقق طفرات هامة في مجال البحث الفضائي، نسائلكم السيد الوزير المحترم عت الإجراءات التي تعتزمون اتخاذها لتمكين مرصد أوكايمدن من الموارد المالية والتقنية اللازمة لتعزيز مكانته العلمية الدولية وضمان استمراريته وتطوير مساهماته البحثية؟
وهل توجد خطط لدعم برامج تطوير البنية التحتية للمرصد وتحفيز الشراكات الدولية، بما يمكنه من مواكبة الدول الرائدة في هذا المجال وضمان تنافسية المغرب العلمية في ميدان الفلك والفضاء ؟
إمضاء
عبد الرحمان وافا