آخر الأخبار

الملحون المغربي… فن الكلام

موهبة أحمد البدناوي ملأت  المجالس والأسماع

 لم يترك أحمد البدناوي شاعر الملحون، موضوعا إلا ونظم فيه قصائده، المتنوعة المعاني باختلاف أفكاره  وعقلياته وفلسفات حياته. كتب ما يفوق الثلاثين نصا شعريا تراوحت من حيث الأحجام بين الطول والقصر، فبرع في إبداع قصائد شاهدة على قدراته ومواهبه.

“أقبل بحماس شديد على مجالس فرسان الزجل بمراكش وخارجها، تنهل حفيظته من رحيق إبداعاتهم الخالدة، فيأخذ بأمانة ماطاب وراقه من هذا المحيط وذاك، مستفيدا من هاته الجماعة وتلك، الوشائج الفنية التي فعلت فعلها في شاعريته الرقيقة وفي مواهبه وقدراته” يقول الباحث عبد الرحمان الملحوني في حديثه عن الشيخ البدناوي

يؤكد عدد من متتبعي المشهد الفني المغربي أن الشيخ أحمد البدناوي  استطاع أن يؤدي مجموعة من القصائد التي نظمها بطريقة متفردة وبرع فيها، لأنه يمتلك ناصية اللغة ويجيد التنويع في الأداء، يساعده في كل هذا صوته الصافي وتحكمه في طبقاته،  كما استطاع، بطريقة إلقائه المجددة، أن يحبب الشباب في فن الملحون، كما دعمهم وشجعهم على الاهتمام به، كما أنه دائم البحث عن الجديد، ويسعى إلى تطوير هذا الفن، سواء من حيث الأوزان أو الأداء، وهو ما عكسته الحفلات والتظاهرات التي شارك فيها سواء داخل المغرب أو خارجه.

وحسب الأستاذ الباحث عبد الرحمان الملحوني ، فإنه يعرف أحمد البدناوي منذ طفولته طفلا يافعا شغوفا بحب الملحون ، وحفظ روائعه وفرائده وفي زهرة شبابه، عرفه شاعرا رقيقا ومنشدا بارعا وعازفا متمكنا، ومع توالي الأيام والسنين الخصيبة في محطات حياته، بدت لجمهور مراكش بواكير الابداع الفني الجميل لشاعر الملحون البدناوي مزهوة ورائدة في كثير من المحافل والمنتديات، شاع صيتها وذاع وملأ المجالس والأسماع.

وأشار الملحوني خلال حديثه عن الشيخ والشاعر أحمد البدناوي إلى أنه كان نشيطا في الجمع الأسبوعية التي كانت تنظمها جمعية الشيخ الجيلالي امتيرد، حيث تمت فيها موهبته وقدراته.

وقال خالد ولد الرامي رئيس جمعية سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي،  إن ماجادت به قريحة الشاعر والشيخ أحمد البدناوي في ديوانه الأول الذي يحمل عنوان “قال ينا سيدي” والذي كان امتدادا لميلاد ديوان جديد أشرق في سماء ترتنا المجيد، نستطيع أن نقول بأن أعماله وإبداعاته قائمة على التبرع لخدمة هذا الفن ونقله إلى الأجيال خاليا من الشوائب والعوائق التي تحول دون فهمه واستيعابه.