آخر الأخبار

حركة المقاومة بمراكش – 3 –

عمر المتوكل الساحلي 

الشروع في المهمة :

عدت إلى مراكش، واتصلت بمحمد السوسي ومبارك الناجي في متجر محمد بطريق الكتبية، ووجدت الاستعداد الكامل، واتفقنا على الشروع في العمل، كما اتصلت من جهة أخرى بالسيد الحسين البزيوي في منزله بالرميلة، وأخبرته بالاستعدادات الجارية في الدار البيضاء وبالمهمة التي كلفت بها في مراكش وأشعرته باتصالي بالسيد محمد ومبارك وفي الغد أبلغني في منزله بأنه اتصل في الموضوع بثلاثة من أصدقائه، دون أن يسميهم لي، لعدم سبق معرفتي بهم وأن أحد أصدقائه الثلاثة، يريد الاتصال بي، فتم ذلك في الموعد المحدد في منزله وكان ذلك الصديق هو حمان الفطواكي الذي تعرفت عليه لأول مرة. وقد أشعرني بأنه اتصل بالإخوان في الدار البيضاء بدون أن يسمي لي من اتصل بهم، وبعد مذاكرة في الموضوع أخبرني بأنه يبحث بدوره عن أفراد للعمل، وأنه اتصل فعلا بواسطة الحسين البزيوي بفردين هما السيدان عمر بن الحسن وبوجمعة بن المعطي صاحب الطاكسي، كما أخبرته بما تم بيني وبين محمد ومبارك، وهكذا استمر الاتصال الانفرادي يوميا بيني وبينهما وبيني مع محمد السوسي ومبارك من جهة ثانية. في الجمعة الأولى بعد اللقاء، سافرت إلى الدار البيضاء، وأخبرت عبد العزيز الماسي والبصري، كلا على حدة، بأنني اتصلت برجل يمكن الاعتماد عليه، وأظهرت تفاؤلي به وقال لي مولاي البصري لعلك تقصد حمان الفطواكي، فقلت نعم هو الذي أقصد فقال نحن الذين كلفناه بتنسيق العمل معك، وإثر وصولي لمراكش اجتمعنا نحن الثلاثة الفطواكي الساحلي والبزيوي في منزل هذا الأخير بالرميلة واتفقنا على أن نجتمع بالأفراد الآخرين لتنظيم العمل وتوزيع المسؤوليات، واقترح الفطواكي أن ينفرد بالسيد بوجمعة لتكون سيارته رهن إشارته وأن يلقب بالفرملي” عندما يريد التحدث عنه وأن لا يتعرف بمن لا يعرفه شخصيا من هذه الجماعة، فوافقنا على اقتراحه وتم الاجتماع المتفق عليه في دار السيد عمر بن الحسن بالرميلة، حيث تكونت اللجنة المسؤولة عن الحركة، واتفقنا على وضع اسم مستعار لكل واحد منا يسأل به عنه في الأماكن المعينة للقاء اليومي، إن كان هناك ما يدعو إلى التحفظ، وبالنسبة لأفراد العمل اتفقنا على أن لا يعرفوا إلا الاسم المستعار لأفراد اللجنة التي تكونت على الشكل الآتي:

حمان الفطواكي “الحاج / عمر الساحلي “المرابط” /الحسين البزيوي “الشيفور محمد السوسي “التريسيان” مولاي مبارك “المعلم” عمر بن لحسن “الزلايجي” بوجمعة الملقب “بالفرملي في الاجتماع الثلاثي كما أشرت إليه آنفا، وحددت مسؤولية كل واحد كما يلي:

(1) محمد السوسي أمين الصندوق، على أن يكون متجره مركزا للقاء اليومي مرة في الصباح ومرة في المساء.

(2) الفطواكي مسؤول عن السلاح وعن نقله من الدار البيضاء، وأن يبحث بنفسه عن رجال العمل على أن لا يعرفه منهم من كان لا يعرفه إلا باسمه المستعار وعلى أن لا يباشر العمل بنفسه إلا بموافقة اللجنة المسؤولة، وأن ينفرد هو ومولاي مبارك بالاتصال برجال العمل الذين بدأ البحث عنهم وبالسيد بوجمعة صاحب الطاكسي الذي لم يعرفني ولم أعرفه شخصيا، إلا في السجن.

(3) أن يكون دكان الدخان للسيد عمر بن ،لحسن رهن إشارة الحركة الإخفاء السلاح حتى ينتقل إلى ضيعة مولاي مبارك بالمرابطين إلى وقت الحاجة إليه، وكان السيد عمر بن لحسن يخزن السلاح الذي يتسلمه من الفطواكي في معمل (كاروسري)، المرحوم محمد بن الحاج علا الموجود أمام دكانه بدون أن يعلم أحد منا بذلك.

(4) تكليف السيد الحسين البزيوي بالاستخبارات في دوائر السلطة، لتكون الحركة على علم بما يجري ، على أن يتعاون الجميع في هذا الجانب.

(5) وأن تبقى داره المركز الرئيس، نظرا لكونه أعزب في ذلك الوقت، وكان اول عمل قام به لأجل التغطية ، أن قدم طلب خطة العدالة المندوب موني

(6) تكليف عمر الساحلي المراب، بتجديد الاتصال بالجماعات التي كان يسيرها في إطار الحرب قبل إيقافه فيما يخص الجانب المادي وبالاتصال بالممرض سعيد بن عثمان رحمه الله ليكون رهن إشارة الحركة، كما كلف بتجديد الاتصال بفروع الحزب بالبادية وذلك بصفته أحد أعضاء لجنة البادية المشكلة قبل أحداث فرحات حشاد من السادة الفرقاني محمد الحبيب سعيد بن الطيب عبد الله الخياط، محمد السوسي عمر الساحلي، لحسن أمراغ رحمه الله، والتي كرست نشاطها بعد بروتوكولات جوان المشئومة، كما كلف بالاتصال بمولاي سعيد الساحلي أمين تلك اللجنة الذي كان في ذلك الوقت معتقلا وفعلا تم الاتصال به 2 ضيعة المعمر “ميرم” ورافقني السيد البزيوي في سيارة الأخ بوجمعة بدون أن أعرفه على أساس أنها زيارة مجرد -مسجون وقد تذاكرت معه منفردا على ما بقي تحت يده من صندوق اللجنة بعد أن أشعرته بكل ما نحن بصدده وأعطاني أمارة لصاحبه في المتجر السيد عبد الله الجراري الذي تسلم منه محمد السوسي 275.000 فرنك وكان هذا المبلغ في الواقع نواة للحركة في بدايتها بمراكش.

بعد فترة قصيرة من هذا الاجتماع، أخبرنا الفطواكي في لقاء مصفر بدار السيد البزيوي بأنه تم تكوين خلية من أفراد العمل في حي سيدي يوسف بن علي، وأن عبد السلام الجبلي يقدم من الدار البيضاء ويتصل بهم وهم الآن في طور التدريب والاختبار واقترح أن يلقب مولاي عبد السلام “بالموتشو كلما دعت الضرورة إلى ذكره، كما أخبرنا بأنه اتصل بمولاي الشافعي وكلفه بالبحث عن الرجال الذين كانوا في الجندية، بناء على ما قررته اللجنة في الموضوع ووفق تعليمات القيادة في الدار البيضاء أما أفراد تلك الخلية الذين عرفناهم فيما بعد فهم السادة: أحمد أقلا شهيد بالريمة الشهيد علال بن أحمد الرحماني، علي رضوان أخوه محمد رضوان محمد بن العربي القهواجي لحسن الروداني وعبد الكريم المسفيوي وبعد استشهاد أحمد أقلا في بريمة التحق الشهيد مبارك بن بوبكر الدكالي بالجماعة بواسطة لحسن الروداني وكانا يعملان سائقين في قاعدة بن جرير العسكرية، أما لحسن السباعي، فلم يلتحق علي مولاي الشافعي إلا بعد حادثة (دوتفيل) التي كانت السبب في تهريب علال وعلي رضوان إلى الدار البيضاء ونظرا للاحتياط الشديد المقرر اتباعه، فإنني لم أعرف جل الإخوان شخصيا إلا في السجن، الأمر الذي ساعد على إنقاذي بعد التوريط أما الأخ علي رضوان فلم نتعارف شخصيا، إلا بعد الاستقلال وذلك لالتجائه إلى تطوان.