آخر الأخبار

جامع الفنا بين المتعة و الانتفاع – 1 –

عبد العزيز المجدوبي 

من أجل تحديد “فضاءات جامع الفنا بين المتعة والانتفاع اتصلت بمجموعة من الناس ينتمون إلى خمسة أجيال من نهاية القرن 19 إلى الآن لرصد مشاهداتهم وممارستهم للساحة ورجعت إلى ما كتب عنها في الصحافة الوطنية والدلائل السياحية وبعض كتب التاريخ وما تشمل عليه من خرائط توضيحية، دون أن أغفل تجربتي الشخصية.

وبعد استعراض كل ما تجمع لدي توصلت إلى الخلاصات الأولية التالية : تمثل ساحة جامع الفنا مكانة مرموقة في حياة المراكشي، إذ ساهمت بشكل أو بآخر في تكوين عاطفته وخياله إلى جانب البيت والمدرسة. فهي جزء من کیانه قضى بها لحظات ممتعة علمته الكثير، ويرجع إليها بين الفينة والأخرى

ليتذكر…

– تمارس الساحة على الأجانب سحرا كبيرا، إذ يدفعون بسرعة تحت تأثيرها فيشتد الإعجاب ليصبح هياما حالات) كل من جيروم تارو، إلياس كانتي خوان خويتيصولو على سبيل المثال.

– رغم التحولات المجالية والإقتصادية التي خضعت لها الساحة، لم تفقد شيئا من بريقها وحيويتها، وأهميتها. فلازالت هي المركز العاطفي بمراكش الكبرى، ومنطقة إلتقاء أبنائها.

-توصلت بعد تفكيك الساحة إلى وظائف من استخراج ما يفوق العشرين فضاء بقليل، تتكامل وتتناقض فيما بينها لتعطي في النهاية الساحة الكبرى : “جامع الفنا ”

تمهيد

1 – جامع الفنا ذاكرة مراكشية أساسية :

فقد وصف “أرثر كوستلر” الكاتب الإنجليزي مراكش بأنها “بغداد الغرب” و “عدن افريقيا” و “تنبض فيها بالحياة ليالي ألف ليلة وليلة”. واعتبر “جيروم تارو” جامع الفنا ساحة غريبة تأسر الزائر وتشده إليها وكأنها كتاب مفتوح لا يمل من قراءته. – أما “إلياس كانيتي” فقد أغرم بتنوع الحلقات الشعبية وحيوية الألوان

والناس

في حين أقر “كارلوس” فوينتيس” أنه حين يدخل إلى ساحة جامع الفنا،

يحس أن التاريخ رجع به إلى الوراء خمسين سنة. – أما “ذ. العربي المساري فيحكم على جامع الفنا أنها : “متحف من مغرب غابر أهل بالمجاذيب الذي تسكنه الخرافة والشعوذة. – أما “خوان غويتيسولو” فيرى أنها “ساحة الفنون الشعبية الأصيلة

يقول الشاعر في وصف مراكش : ( هو محمد بن عبد الملك الأوسي المراكشي توفي سنة : 703 ه موافق 1303 م )

لله مراكش الغراء من بلد 

وحبذا أهلها السادات من سكن

 إن حلها نازح الأوطان مغترب 

أسلوه بالأنس عن أهل وعن و وطن

 بين الحديث بها أو بالعيان لها 

 ينشأ التحاسد بين العين والأذن

فالغريب غريب لا يشعر لا بغربة ولا ،وحشة، تقدم له الساحة الأنس والسلوى، فلا تشبع لا عينه ولا أذنه، ويتلقاه أهلها بالترحاب والضيافة، فهو في أرض البهجة.

2 – حقائق ووقائع :

1 – الحقائق :

مراكش مدينة للسلام” منذ 1986 .

– “مراكش ثرات إنساني” 1996 – وهو اهتمام بمبانيها ومآثرها والتي

أصبحت تحت طائلة الإنقاذ.

ساحة جامع الفنا ثرات شفوي إنساني : 1997 ، وهي أول ساحة نالت هذا التمييز. وبالتالي وجب الحفاظ على ثرات الساحة الشفوي ورعايته. ومراكش هي المدينة الوحيدة في العالم التي جمعت التسميات، فهل ستكون

مستوى التحدي ؟ في

ب – الوقائع : وصف لجامع الغنا في بداية القرن XX و 1997

جامع الفنا ساحة كبرى تحيط بها مجموعة من الفنادق التقليدية من الشمال الشرقي والشرق ومجموعة من العرصات من الجنوب الغربي والجنوب

والأسواق من الشمال الغربي و والغرب.

– جامع الفنا ساحة كبرى تقام بها مباريات الفروسية بين القبائل (1868).

– جامع الفنا مكان تعلق فيه رؤوس الخارجين عن طاعة القواد (شهادة رجلين لازالا على قيد الحياة

زار مراكش خلال سنة 1997 حسب مندوبية السياحة 898.470 سائحا ، وبالتالي زاروا جامع الفنا. وإذا أضفنا إلى هذا العدد المغاربة الذين لم يشملهم الإحصاء وسكان مراكش المترددين على الساحة يوميا سوف يفوق عدد زائري

الساحة الثلاثة ملايين سنويا أو أكثر.

ج – مكانة الساحة عالمية:

صفت بأوصاف متعددة تقتضب منها مايلي على سبيل المثال :

– ساحة غرائبية (غريبة) Exotique

– ساحة عجيبة Spectaculaire

ساحة أسطورية Légendaire

– ساحة خيالية Imaginaire

– ساحة مزدحمة Tumultueuse

– ساحة رائعة ساحرة Extraordinair

وساحة جامع الفنا توجد ضمن الساحات ذات الوقع العالمي كـ : ( الوقع )

الساحة الحمراء بموسكو

– ساحة تينان – مين ببكين

– الشان إليزي بباريز

– میدان التحرير بالقاهرة

– ساحة الطرف الاغر بلندن Trafalgar Square

وتتفوق ساحة جامع الفنا على الساحات المذكورة أعلاه بنكهتها الشعبية وتعدد أصواتها وألوانها وأهازيجها وجنسيات روادها. فهي ساحة وتجمع للهو والمتعة تذكرنا نسبيا بمدينة الملاهي Walt Disney Land بنيويورك، أو بوالت ديزني باريز.