آخر الأخبار

خاطرة حِفْظُ القَفَا* من وَخْز ِالقَنا*

محمد خلوقي 

أحيانا يقودُ الطيش ُوالنزقيةُ والتهوُّرُ او الطمعُ قدَمَيْ المرءِ الى حيث لا يريد ُ أو يرغَب ان يكونَ ، وتُصابُ نفسه ، بعد فوات الاوان، بالإحباطِ والندم ، بعد ان يُرشق بما لا يليق ، ويُصفع منه ذاك الخد الرقيق ، فتُشَلُّ الاقدامُ ، و تتصنَّم الاعضاء ، ولا نجاةَ للوجه والاذنين من موقف الإهانة والتعنيف الا بالاحتماء والاختباء بين اليدين والكفين ، الذين يجبنان عن المواجهة فيصيران مثل النعامة ،، ولا يبقى من الجسد غير (القفا) عاريا ومكشوفا يتلقى بمفرده اللكمات والضربات ، ويُجابه سيلا من السبِّ والشتم والقذْف ، وهكذا يُؤدِّي هذا المسكين ثمن تهور أطراف أخرى من ذاته غير المسؤولة ، ويظل كذلك يتألم ويكتوي حتى يَشْفيَ الضَّاربُ غليلَه.
وبعد الانتهاء من مشهد الاهانة والمهانة ، يستفيق (القفا ) من غيبوبة هذا الالم المُهين ، وقد احمرَّت وتورَّمت جوانبه من اثر الصَّفع والضرب الشديد والْحَادِّ، والوجهُ والاذنان الجَبانان مُلتصقتان براحَةِ اليَد ، فلا يجد( القفا) تِجاه( الوجه) سوى كلماتِ لومٍ واستنكارٍ من فَعلة هذا الرفيق المُقدَّم ومن إقدامه المتهور ، وهزيمته المشينة ، وتعريض لصيقه ورفيقه الخلفي لمثل هذا الضرب المُبرِّح.
نعم ، احيانا تجرنا بعض السلوكات المتهورة الى مثل هذه المعاملات المشينة.
ولهذا ، على العقلاء الفضلاء ، الكيَّسين ، أنْ يحفظوا ويحافظوا على أقْفَائِهم ؛بحسن اختيار مقامات تواجدِ وُجوههم وأسماعهم كي لا يعرِّضوا أنفسهم لأي نوع من الضرب أو الذل اوالمهانة والهوان .
فحِفظ القَفا من وَخْز القَنا ، هو عينُ السعادة والهَنا .
✍️ محمد خلوقي
———
شروحات لغوية:

*القفا : الجمع : أقْفاء و أقْفِيَة و قُفِيّ
والقفا: مؤخّرُ العُنُقِ (يذكَّر ويؤنّث).

*وَخْزُ الإِبْرَةِ : وَجَعُ شَكَّتِهَا
وخَزَ الشيءَ بالرُّمح ونحوه: طعنه طعنًا غيرَ نافذ.

*القنا : جَمْعُ (قَنَاةٍ) وَهِيَ الرُّمْحُ .
وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى (قَنَوَاتٍ) وَ (قُنِيٍّ)