آخر الأخبار

حين يصبح السفهاء فقهاء

إدريس المغلشي 

إن أستثنائية تكسير الحواجز والطابوهات أصبحت في وقتنا الراهن لها توجه واحد استهداف المشترك من أجل زعزعة المعتقد وإحداث حالة ارباك من أجل التطبيع مع أمور شاذة وغريبة عن عاداتنا وتقاليدنا . ورغم ذلك تتلقى الدعم والمساندة متى كان هدفها الدين والأخلاق. حيث ترفع الحواجز وتصبح الخطوط الحمراء بنفسجية حين تناقش قضاياه دون التكلم عن التخصص الذي من المفروض توفره كشرط لاقتحام مجاله من حيث إبداء الرأي او الدراسة أو التكلم عنه بالإيجاب والإشادة فمابالك إذا تعلق الأمر من أجل تبيان عور منهجيته وبنى مضمونه أو تفنيد أفكاره. لايمكن بالمطلق ان نتكلم عن تخصصات أخرى كالطب او الصناعة دون تمكن الدارس من آليات التخصص والمفاتيح القادرةعلى القيام بعمل يحترم كل مقومات الرصانة والحياد .

لماذا في كل مرة نريد استفزاز الشعب وفي وقت المفروض فيه جرأة في الطرح لاقتحام قضايا مصيرية من قبيل الفساد المستشري في واقعنا المر او إشكالية الديمقراطية وأعطاب ومعيقات التنزيل والأجرأة وغلاء الأسعار والتفاوت الطبقي الصارخ .

لكن فيالمقابل نجد موضوعين في اللحظة الراهنة يطفوان على سطح الاهتمام والنقاش وهو مؤشر يفيد التمويه أكثر مما يؤدي دور التأطير .الموضوع الأول كيف نستطيع فهم كلما اردنا تشخيص واقع تعليمي معطوب من خلال بيداغوجية التدريس وعلاقتها بالمضمون التربوي وظروف التطبيق نتجه مباشرة نحو مادة التربية الإسلامية دون باقي المواد الأخرى وكأنها تعيش أزهى ايامها رغم انها في البرنامج العام مغبونة في حقها من خلال عدد الحصص والبرمجة وضعف إلإمكانيات المرصودة لها من اجل التجديد لخلق قابلية التعلم بما يتوافق مع منطوق الدستور وريادة التصدير لهذا المكون عن الباقي . لقدا بدا من يحللون واقع التدريس لهذه المادة بعيدين عن التخصص من حيث ضحالة التفكير وضعف الرصيد المعرفي وغياب رؤية ملمة بالموضوع إنها مجردانطباعات بليدة لم تقدم الحل أكثر مما عمقت جراح واقع مر تعيشه مادة من المفروض علينا جميعا ان تنال حظها كاملا من العناية والدراسة.التنفير من المادة لن يطمس معالمها بل بالعكس .لا نحتاج للمواجهة في النقاش من قبيل من مع ومن ضد ؟ لكن نحن مضطرون أن نتحاور تحت سقف الجواب على سؤال كيف نرفع التحدي في تقديم البديل بعيدا عن العنتريات الفارغة التي تخلق البوز لاظهار موقف هنا يتبادل التخوين مع غريمه دون نتيجة .

الموضوع الثاني لقد أصبح راسخا لدى العموم أن الإثارة التافهة الضاربة للأعراف والأخلاق رأسمال وسلعة رائجة لها زبناؤها ومشاهديها للفث الانتباه ولكي تحصل على موارد ليس بالضرورة أن تستحضر الأخلاق في وسط محافظ . مقابل المال قادرين على بيع كل شيء وفي العلن دون مواربة .اقتحمت كاميرا الهواتف أغلب البيوت لتهتك سترها وتفضح أسرارها ولكي نثير الإنتباه لجني ارباح نضحي بكل شيء ونتطاول في سفور على كثير من مقوماتنا كدولة لها دين وتمتلك شريعة. لقد تجرأ بعض السفهاء على الفتوى والدين ليصبحوا فقهاء بدون مرجعية ولاسند .بعدما صمت أهل الإختصاص ولم نعد نسمع لهم حس ولاركزا .