آخر الأخبار

هل هي نهاية الحركات الانفصالية: كاتالونيا نموذجا ؟

نور الدين بلكبير 

اثار ضعف التعبئة وبالتالي ضعف المشاركة في تظاهرة اليوم الوطني الكاتالوني والمسمى Diada والذي يخلد بالاقليم كل يوم 11 شتنبر منذ 20 سنة، وعدم مشاركة القيادات السياسية والحكومية بكاتالونيا التي تمثل التحالف الحزبي الذي يتبنى استقلال الاقليم والذي راهنت عليه الحركة لاستمرار المطالبة بالاستقلال، كل هذا خلق استياءا كبيرا لدى الجهات المنظمة لهاته التظاهرة وعلى رأسها ” الجمعية الوطنية لكاتالونيا ” ANC، علما ان تظاهرات السنوات الماضية عرفت مشاركة مئات الالاف ان لم نقل الملايين من الكاتالونيين.

وقد تزامن حدث التظاهرة مع الاعلان عن نتائج استطلاع أجرته الحكومة المستقلة الحالية لكاتالونيا والمنبثقة عن انتخابات 2021 التي اعطت الأغلبية لاستمرار الاحزاب المؤيدة للاستقلال بالاقليم مما يعطي للاستطلاع مصداقيته، حيث بين انه فقط 41 % من الكاتالونيين هم من اصبحوا يؤيدون استقلال الاقليم في الحين ان الأغلبية اصبحت ترفض الاستقلال (علما ان الرافضين للاستقلال لم يتجاوز عددهم 7.83% في استفتاء 2017) ، ويشكل الشباب نسبة كبيرة بين الرافضين للاستقلال، كما أن نفس الاستطلاع اظهر كذلك ان 70% من سكان إقليم كاتالونيا يعتبرون أن موضوع استقلال كاتالونيا ليست أولوية في الاقليم و لا يجب ان يكون في اولويات الحكومة المحلية، واصبحوا يؤيدون استمرار الحوار بين الحكومة المحلية بكاتالونيا وحكومة مدريد، فيما اصبحت المطالبة تتمثل في :

1 – العمل على تجاوز الأزمة الاجتماعية والصحيحة والطاقية التي يعرفها الاقليم.

2- على مستوى الهوية الكاتالونية يطالبون بان تكون اللغة الكاتالونية هي اللغة السائدة في التعليم بالاقليم، وان لا يصل التعليم بالإسبانية نسبة 25% في المؤسسات التعليمية الكاتالونية.

وهي المطالبة التي تبناها رئيس حكومة كاتالونيا الحالية Artur Mas، الذي طالب كذلك بايقاف السلب المالي الذي يتعرض الاقليم من طرف حكومة مدريد وبالتالي أستفادة ساكنة الاقليم بشكل اكبر من خيراته، وحدد سنة 2024 للتوصل مع مدريد لاتفاق لذلك .

وللتذكير فقد حازت نعم لاستقلال الاقليم على نسبة 90% في استفتاء 1 اكتوبر 2017 الذي نظمته الحكومة المحلية لكاتالونيا بقرار من برلمانها المحلي ضدا على حكومة مدريد التي اعتبره غير دستوريا، وقد اعقب ذلك موجة من الاعتقالات والمحاكمات في حق قادة الحركة الانفصالية بما فيها رئيس الحكومة المستقلة لكاتالونيا Carles Puigdemont و التظاهرات المليونية التي شهدها الاقليم بعد ذلك، وقد واجهت مدريد التظاهرات آنذاك يقع شرس.

وفي الحقيقة التساؤلات الكبرى حول استقلال كاتالونيا، تمثلت في عدم دعم الغرب بكل قواه من اقصى يمينها الى اقصى يسارها لحكومة كاتالونيا المستقلة ولنتائج الاستفتاء بل اصدر قضاء عدد من الدول الأوربية قرارات بتسليم Carles Puigdemont لاسبانيا بناء على مذكرة البحث الصادرة في حقه من طرف القضاء الاسباني، وهو ما عبر عنه رئيس الحكومة الكاتالونية انذاك من منفاه ببلجيكا لما أطلق جملته الشهيرة ” لقد تخلى عنا جميع اصدقائنا ” on est lâché par tous nos amis”.