آخر الأخبار

إنقاذ 369 طفلا من ظاهرة الاستغلال في التسول بمراكش خلال 10 أشهر

كشفت حصيلة تنفيذ خطة عمل حماية الأطفال من الاستغلال في التسول، على مستوى عمالة مراكش، خلال الفترة الممتدة من 10 يونيو 2021 موعد إطلاق العمل بالخطة إلى غاية 30 أبريل من سنة 2022، عن إنقاذ 369 طفلا 241 ذكورا و 128 إناثا، من ظاهرة الاستغلال في التسول.

وأكد محمد واكريم، مساعد اجتماعي بمركز المواكبة لحماية الطفولة التابع للتعاون الوطني، خلال تقديمه لحصيلة الخطة في لقاء تواصلي نظمته المنسقية الجهوية للتعاون الوطني لجهة مراكش- آسفي، أن 38 في المائة من هؤلاء الأطفال تتراوح أعمارهم مابين 6 و 13 سنة، و 28 في المائة مابين سنة وخمس سنوات، و9 في المائة من الرضع عمرهم أقل من سنة واحدة.

وأضاف محمد واكريم، أن 36 في المائة من هؤلاء الأطفال هم من الفئة غير المتمدرسة، في حين أن 23 في المائة منهم منقطعون عن الدراسة، و 23 في المائة يدرسون بالتعليم الابتدائي، و 8 في المائة بالتعليم الإعدادي و 5 في المائة بالتعليم الأولي.

وأكد المساعد الاجتماعي بمركز المواكبة لحماية الطفولة التابع للتعاون الوطني، أن 60 في المائة من هؤلاء الأطفال تم التدخل لحمايتهم ليلا ابتداء من غروب الشمس إلى ساعة متأخرة من الليل، مشيرا إلى أن 83 في المائة من الأطفال المعنيين كانوا يسخرون للتسول في الشارع العام قرب المراكز التجارية وإشارات المرور والمطاعم والمحلات التجارية والمقاهي والمطاعم والحانات والملاهي الليلية، و2 بالمائة أمام المساجد، و9 بالمائة في الأسواق، و6 بالمائة بالمحطة الطرقية.

وحسب المعطيات التي قدمها محمد واكريم، فإن عدد الأطفال المسخرين في التسول المرافقين براشدين بلغ خلال العشرة أشهر الأخيرة 146 طفلا من جنسيات مختلفة، 189 منهم مغاربة و3 كاميرونيين و 8 سوريين و 1 كونغولي و 5 إفواريين و 2 من غينيا كوناكري و2 من غانا و 2 من غينيا و 1 من مالي و 1 من السينغال.

وأشار إلى أن عدد الأطفال الذين اتخذ فيهم إجراء قضائي، بلغ 171 طفلا، في الوقت الذي بينت المعطيات التحليلية المتعلقة بمرافقيهم أن 133 طفلا منهم كانوا مرفوقين بأمهاتهم و26طفلا بآبائهم وطفلين بجدتهما و1 بخالته وآخر بأحد المعارف.

وبخصوص التدابير المتخذة من طرف النيابة العامة لمتابعة المستغلين، فإن 99 في المائة من الحالات البالغة عددها 93 تمت متابعتهم بتهم تتعلق ب”التسول بأطفال يقل سنهم عن 13 سنة وتعريضهم للخطر من طرف الاصول بالشارع العام واستغلالهم لممارسة عمل لايسمح به القانون، والتسول مع حالة العود، وإهانة الضابطة القضائية”، في حين تمت إحالة حالة واحدة على مستشفى الأمراض العقلية والنفسية لظروفها الصحية.

وبالنسبة للمعطيات الاجتماعية للأمهات، كشفت حصيلة تنفيذ خطة عمل حماية الأطفال من الاستغلال في التسول، أن 53 منهن من الأمهات العازبات، و 61 متزوجات، و 14 مطلقات، و 7 أرامل، أما الآباء فنجد أن 25 منهم متزوجون واثنين مطلقين.

وأوضح محمد واكريم أن الإجراءات التي اتخذتها النيابة العامة في حق الأطفال المتدخل لفائدتهم تراوحت مابين الوضع المؤقت في مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالنسبة ل119 طفلا والإحالة على قاضي الأحداث بالنسبة ل 43 طفلا والإرجاع للأسرة بالنسبة لثمانية أطفال والوضع لدى شخص جدير بالثقة بالنسبة لطفل واحد.

وأشارت حكيمة بحثية نائبة وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش، رئيسة الخلية المحلية للتكفل القضائي بالنساء والأطفال ضحايا العنف بمراكش، إلى النتائج الإيجابية التي تحققت على صعيد مدينة مراكش في محاربة ظاهرة استغلال الأطفال في التسول، والدور التنسيقي الذي لعبته النيابة العامة مع باقي المتدخلين في استقبال جميع الحالات التي تعرض عليها، مسجلة أنه يتم التدخل بشكل فوري، حيث تتخذ الإجراءات اللازمة في كل حالة إبلاغ تتعلق باستغلال طفل في التسول.

ومكن تنفيذ هذه الخطة بعمالة مراكش من انتشال عدة أطفال من ظاهرة التسول المشينة خلال عشرة أشهر الأخيرة، حيث تم إدماج أغلبهم داخل أسرهم، فيما التحق آخرون بمراكز التكوين التابعة للتعاون الوطني، وتصدرت المدينة الحمراء المدن السبع الكبرى التي أطلقت فيها الخطة، من حيث تعاملها الإيجابي في محاربة هذه الظاهرة بفضل تضافر الجهود بين المؤسسات الحكومية والسلطة القضائية، وكذا مكونات المجتمع المدني.

ويندرج هذا اللقاء، الذي احتضنه مقر العصبة المغربية لحماية الطفولة بمراكش، وحضره ممثلون عن سلك القضاء، وحقوقيون، وفعاليات من المجتمع المدني في إطار تنزيل خطة عمل حماية الأطفال من الاستغلال في التسول، التي أطلقتها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، بشراكة مع رئاسة النيابة العامة، وبتنسيق مع فاعلين مؤسساتيين والمجتمع المدني.