آخر الأخبار

حوار وجودي بين تبون  و ولي  أمره شنقريحة

إدريس الأندلسي

 شنقريحة :هل تعلم يا صديقي اللذوذ أن الأمر صعب بالنسبة لنا  و أن الوقت عصيب.  تعرف أنني أمسك رغم كل ما اقاسيه من متاعب صحية بكل مفاتيح الجيش الوطني الشعبي. اخترتك في لحظة حرجة أن تكون رئيسا للبلاد.  لكنني أشعر بشيء من الندم على هذا الإختيار.

 

 تبون : و لماذا تشعر بهذا الندم  وأنا لم  أقم بشيء قد يفهم أنه خروج عن طاعتكم.  لم أغادر قصر المرادية إلا بعد موافقتكم.  و لم أتكلم أبدأ إلا، بعد إذنكم،  عن العداوة التاريخية مع المغرب.  و قد اقتنعت بدوري كرئيس و لم أنسى أنني مدينا لكم بالكثير.  أشكركم أنكم سمحتم لأبنائي  لكي  يعانقوا الحرية بعد الزج بهم في قضية الكوكايين  و ألله يعلم أنني ربيتهم على احترام قوانين البلاد.  و لكنهم يعلمون الكثير عن اقرانهم من أبناء الجنرالات الذي يملؤون سجون الجزائر  و هم كثر و رغم ذلك يحفظون عهد الصمت.  

 

 تبون: أسمح 

لي سيدي شنقريحة. 

شنقريحة: ماذا تريد يا تبون؟ 

تبون :أريد أن اتواصل مع الصحافة العالمية لكي أفضح كل أعداء القضية الفلسطينية  و القضية الصحراوية. 

شنقريحة:و لماذا تريد مواجهة الصحافة الدولية  و نحن في القيادة نسخر لك أجود العناصر في الصحافة الجزائرية و أكثرهم ولاء للأجهزة التي تعرفها جيدا. 

 تبون:  أظن يا سيادة القائد الأعلى أن الصحافة الداخلية لا يثق فيها أحد  و أنني أشعر أن من يحاورورني يرتعدون  و لا يطيقون حتى النظر إلي.  كنت أكاد أجزم أنهم من أجهزة الجيش أو من المخابرات و الآن أكدتم لي ظنوني. 

 شنقريحة  :أصبحت يا تبون أكثر   نضجا مما كنت عليه في  زمن بوتفليقة.

تبون: نعم سيدي شنقريحة  كنت خادما مطيعا  و ظننت أن قراركم أن أصبح  رئيسا للبلاد قد يمنحني شيئا من الحرية.

 شنقريحة: ومن قال أنك لست حرا في العاصمة  و في قصر كبيرا اسمه  المرادية  يضم  الكثير مما تحبه من أشكال الأكل  و الشراب.  و للترويح عليك نبعثك في مهام خارج.  و لكنني شعرت بحرج كبير حين رأيتك تتمايل  و تمسح أنفك عدة مرات قرب صديقنا أردوغان. لذلك قررت أن أنظم لك دورة تدريبية في مجال البروتوكول و ذلك كل صباح في إحدى ثكنات الجيش الشعبي. 

تبون: أرجوك أيها القائد أن تنظم هذه الدورة في المرادية  و بعد الظهر.

شنقريحة: هذه أوامر لا تناقش.  و يمكنك أن ترجع مساء إلى المرادية للترويح عن النفس. 

تبون: الحمد لله الذي لا راد لقدره. شنقريحة: أصبحت تتقن الدعاء  و لكنك لا تفقه شيئا في الدين.  أتذكر حين صليت إلى جانب الإمام.  هل تعرف أن المؤمنين يصلون خلفه؟

تبون: كنت أظن أن  رئيس الجمهورية له  وضع اعتباري حتى داخل المسجد.

شنقريحة: يبدو لي أنك لم تدخل مسجدا من قبل يا صاحب الفخامة و معاقر صنوف الشاي  و القهوة  و ما صاحبهما. 

تبون: أرجوك أيها القائد أن تركز معي على مهمتي الأساسية.  أعرف أنني منتخب بدون انتخاب.  لكنني أعبر بعمق عن كره ” المراركة ” و أطلب منهم المستحيل لكي نعيد علاقاتنا معهم.  و بكل صدق لا أعرف شيئا عن ما فعلوه ضد الجزائر العظمى. 

شنقريحة: هذا مجال لا يخصك  و لا تتجاوز حدود ما لا يهمك. 

تبون: لقد سمعت من كثير من المجاهدين أن المغرب كان سندا لنا خلال حرب التحرير  و أن نساء وجدة  و المدن الشرقية المغربية بعن مجوهراتهن لتمويل جهادنا.  سمعت أيضا أن كل زعماءنا كانت تفتح لهم البيوت  و الضيعات  و أن بو تفليقة  و بو خروبة استفادوا كثير من ٤تضامن المغاربة  و أن أول رئيس للجزائر مغربي الأصل. 

شنقريحة: و ماذا سمعت يا صاحب الأذن الكبيرة. 

تبون  و هو يبتسم: سمعت أنك قد  سقطت في يد المروك في امكالا  و أنهم كانوا كرماء في تعاملهم معك  و مع  زملاءك.  و رجعت مكلوما إلى ثكنتك.  سمعت أيضا أن البعض يقول أنك تتكلم كالفاسيين الذين يشكل أهل الجزائر جزءا من ساكنتها. 

شنقريحة و هو يحاول إنهاء الحديث مؤقتا للذهاب إلى الحمام حتى لا تظهر عليه نفس الآثار التي صورتها كاميرات الإعلام بوضوح على سراويليه الخارجية  و الداخلية،  انتظر حتى رجوعي لقضاء مهمة مستعجلة. 

تبون، يجلس  وحيدا  و يتمنى أن يرجع إلى المرادية.  ” كيف يمكن التخلص من هذا المخلوق الذي يريد مزيدا من السلاح من روسيا  و لا يريد أن يترك لي مجالا لحل مشكلة الزيوت  و الحليب. 

يرجع شنقريحة  و وجهه العبوس يزداد  عبوسا: كنت تقول أننا نصنع عدوا لنغطي عن مشاكلنا الداخلية. 

تبون: عفوا أيها القائد،  لا  و لن أقف ضد  إستراتيجية بلادنا ضد هذا الجار الذي لا يتوقف عن تحريض الجزائريين ضدنا.  يعرضون كل يوم صور أسواقهم و أسعارهم  و كميات الخضر  و الفواكه.  و يستمرون في بناء الطرق  و القناطر  و الموانئ  و المناطق الصناعية  لتشويه صورتنا أمام المواطنين  و أمام .

شنقريحة: و ماذا أنت فاعل أيها الرئيس؟

تبون : سأستمر في تشويه صورتهم  و سأغدق على موظفينا في البوليساريو الكثير من الدولار  و اليورو    و سوف أمول مؤتمراتهم و سوف أمكن مناضلاتهن من الذهب  و المال و سأجعلهن ملكات جمال أفريقيا  و هن يحملن الكلاشنيكوف  و يتعطرن بعطور باريس  و يتجملن بمجوهرات أسواق دبي.  

شنقريحة: و ماذا عن سقوط ديبلوماسيتنا في فخ خبراء المخزن؟

تبون: سيستفيق قريبا الوزير لعمامرة لمواجهة عمر هلال  و ناصر بوريطة.  سوف يكشف أنهم أبناء المخزن  و أنهم يشترون مواقف الدول الكبرى  و الصغرى  و المتوسطة.  سوف يفضحهم جميعا في كل الملتقيات الدولية  و يبين أنهم يسخرون السحرة  و الجن للتأثير  على المنظمات الدولية  و على وزراء الخارجية. 

شنقريحة: كلامك يكاد أن يدخلني في نوم عميق  و ستسمع شخيري الذي شوههه عملاء المخزن  و قدموه كحقيقة على وسائل الإتصال الحديثة. لم تقل لي كيف أن جار السوق يملك من العملات الأجنبية ما نملكه دون يبيعوا براميل البترول  و ملايين الأمتار المكعبة من الغاز.

تبون: أظن أنه السحر و أنه التطبيع مع إسرائيل  و أنها أمريكا  و أنها أوروبا  و أنه العالم يحاربنا لأننا دولة عظمى. لكننا سننتصر  و سنرجع الصحراء الغربية إلى الجزائر. 

شنقريحة: ماذا تقول أيها الغارق في دنيا الخيال  و السحر  و الجمال؟ سميناك رئيسا لكي تبدع في وسائل اضعاف المغرب لكنك قلت في جار السوء ما لم يقله مالك في الخمر  و أنت تعرف جيدا ما يفعله الخمر بالعقل. كلما تكلمت ضحك من جهلك بنو بلادك قبل الجيران.  أصبحت خير مدافع عن المغرب بسقطاتك. أصبح هشام عبود يؤثث برامجه اليومية بسقطاتك  و تصله الأخبار من صالات المخابرات  و يعرف كل صغيرة و كبيرة عما يدور في جلساتنا  و اجتماعاتنا.  أصبح من  اللازم التفكير في غد بدونك يا تبون.  في إنتظار الغد عليك بالإضراب  عن الكلام.   وإلى الحلقة المقبلة.